غزة/ الداخلية:
نظمت إدارة مكافحة المخدرات بالشرطة، بالتعاون مع الإدارة العامة لشؤون العشائر بوزارة الداخلية، الخميس، لقاءً لنخبة من الوجهاء والمخاتير؛ في إطار دعم وإسناد جهود مكافحة المخدرات في قطاع غزة.
يأتي ذلك، بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، والذي يُوافق السادس والعشرين من يونيو/ حزيران من كل عام، حيث يتم في هذا اليوم تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة التي تُسلط الضوء على خطر آفة "المُخدرات" على الفرد والمجتمع.
وحضر اللقاء، الذي عقد في قاعة مكتبة بلدية غزة، كل من مدير شرطة مكافحة المخدرات العميد أحمد القدرة، ومدير عام الإدارة العامة لشؤون العشائر والإصلاح بوزارة الداخلية د. علاء الدين العكلوك.
كما حضر اللقاء د. باسم السويركي مدير عام إدارة الصحة النفسية بوزارة الصحة ورئيس لجنة الوقاية من الإدمان والمؤثرات العقلية في غزة، والمختار حسني المغني رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر، وأبو العبد أبو سرية رئيس لجان التواصل المجتمعي، إلى جانب جمع من المخاتير والوجهاء ورجال الإصلاح بغزة.
وجرى خلال اللقاء نقاش وتبادل الحديث حول سبل محاربة آفة المخدرات في قطاع غزة، حيث أكد الحضور على ضرورة تعزيز جهود التوعية من كافة فئات وشرائح المجتمع؛ للحفاظ على السلم الأهلي والمجتمعي.
صمام أمان
بدوره، قال د. علاء العكلوك، إن رجال الإصلاح هم صمام أمن وأمان في المجتمع الفلسطيني، من خلال سعيهم الدائم لمعالجة المشكلات المجتمعية ومنها آفة المخدرات.
وأوضح العكلوك، في كلمة له، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهدًا لزعزعة المجتمع الفلسطيني من خلال نشر آفة المخدرات وجرّ الشباب إلى مستنقع الإدمان.
وثمَّن العكلوك جهود شرطة مكافحة المخدرات التي تسعى جاهدة محاربة هذه الآفة التي تهدد السلم المجتمعي، مؤكداً على ضرورة توحيد الجهود الرسمية والمجتمعية لمكافحة آفة المخدرات المدمرة، من خلال قيام كلّ بدوره وواجبه.
وقفة مسؤولية
من جهته، أكد العميد أحمد القدرة خلال كلمة له، أن شعبنا يكفيه الاحتلال وانتهاكاته المستمرة، ولا يجب أن نسمح بجمع خطرَي الاحتلال والمخدرات عليه.
وقال القدرة: "يجب أن نقف بمسؤولية أمام هذه الآفة"، مشدداً على أن "الحل الأمني لا يكفي وحده في المعالجة، وضرورة اشتراك جميع الجهات لمواجهة هذه الآفة الخطيرة التي تؤدي للفتك بمجتمعنا وأبنائه".
وأوضح القدرة أن "خطورة متعاطي المخدرات أنه لم تعد تقتصر على إيذاء النفس فقط، بل انتقل أذاه إلى من حوله كعائلته ومجتمعه".
وأشار مدير "شرطة المكافحة" إلى أن المخدرات لها آثار سلبية كبيرة على المُتعاطين والمتاجرين صحياً واجتماعياً واقتصادياً، وهي سبب رئيس للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي لتفكيك النسيج المُجتمعي.
واستدرك بالقول: "نحن بحكم عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة ننبذ المُتعاطين والمروجين، والمُجتمع الفلسطيني من أقل المُجتمعات التي تنتشر فيها هذه الآفة مقارنة بالمحيط العربي".
وذكر أن أغلب أنواع الحبوب التي يتم تعاطيها في قطاع غزة هي حبوب "مهلوسة"، تؤدي لفقدان الإنسان السيطرة على جهازه العصبي، ما ينعكس سلبًا على احترام الشخص لقيم المجتمع وأعرافه.
ولفت إلى أن جهود مكافحة المخدرات تنصب على جانبين أساسيين: "التوعية والمحاربة"، مشددًا على أن التوعية تعد جانبًا مهمًا في مكافحة هذه الآفة.
وأهاب العميد القدرة بالعائلات والأسر ضرورة مراقبة ومتابعة أبنائهم خشية تعاطي هذه الحبوب المخدرة التي تتسبب في ضياع مستقبلهم وتحطم آمالهم وتطلعاتهم.
أهمية التحصين
بدوره، أكد د. باسم السويركي أن التحصين المجتمعي هو الحل لمكافحة آفة المخدرات، وهو مسؤولية الجميع.
وأوضح السويركي أن المواد المخدرة تسبب تلفاً للجهاز العصبي، ونقص التركيز، وتشتت الذاكرة، وآثاراً سلبية في بقية خلايا الجسم وأجهزته.
وقال: "إن تعاطي المخدرات يؤدي إلى الشعور اللحظي بالنشوة والسعادة، ولكن بمرور الوقت يتعود الجسم على هذه الناقلات ويصبح من الصعب إحداث تأثيرات مماثلة بنفس الجرعة".
وأردف بالقول إن "المتعاطي يصبح بحاجة إلى زيادة الجرعة لتحقيق نفس النشوة السابقة، وهكذا يضطر كل فترة قصيرة للانتقال إلى جرعة أعلى، وهذا يؤدي إلى تدمير الدماغ والجسم بشكل تدريجي".
ولفت إلى أن المتعاطي ينخرط في أنشطة إجرامية كالسرقة والإتجار بالمخدرات للحصول على الثمن المطلوب للجرعة.
وشدد على أن دور الأسرة يعد أساسياً وهو خط الدفاع الأول لحماية الأبناء من تعاطي المخدرات من خلال اتباع أساليب تربوية صحيحة.