غزة/ الداخلية:
نظمت وزارة الداخلية والأمن الوطني، الخميس، حفلاً تأبينيًّا لشهيد الواجب الملازم خالد محمد مصلح، والذي ارتقى أثناء تنفيذه مهمة توقيف بحق أحد المطلوبين في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
وشارك في الحفل، الذي أقيم في مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة، النائب العام المستشار د. محمد النحال، ووكيل وزارة الداخلية اللواء ناصر مصلح، وقادة الأجهزة الأمنية ومدراء الإدارات المركزية بالوزارة، وحشد واسع من الشخصيات الفصائلية والوطنية والوجهاء ولفيف من ضباط الوزارة.
وابتدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها النشيد الوطني الفلسطيني، كما تضمن عرض فيلم وثائقي عن مناقب الشهيد مصلح.
حكم الإعدام
بدوره، تعهد النائب العام المستشار محمد النحال بالعمل على حماية أبناء شعبنا الفلسطيني، والمطالبة بتطبيق حكم الإعدام بحق المدانين في القضايا التي تستنفد إجراءاتها القانونية كافة.
وقال النائب العام: "تابعنا منذ اللحظات الأولى التحقيقات في حادثة استشهاد الملازم مصلح، الذي لم يتلقى رصاصة غدر من الخلف وإنما كان مقبلًا، وارتقى على مسافة أمتار من وجه الهارب من إنفاذ القانون".
وأعرب عن فخره واعتزازه برجال الأمن والشرطة بغزة، الذين يسهرون على أمن القطاع، مضيفاً "نقول بكل ثقة أن لدينا رجال في كل الميادين: على الحدود مقاومين، ومحافظين على جبهتنا الداخلية".
وأكد المستشار النحال على أن الموقف والقرار الواضح للنيابة العامة "أننا سنكسر الأيدي التي تمتد على رجال الشرطة والأجهزة الأمنية".
وتابع: "لن تمنعنا مطالبات بعض الجهات بعدم تنفيذ أحكام الإعدام، وسنعمل بكل جهد على حماية كل قطرة دم سالت من أبناء شعبنا على أيدي المجرمين الخارجين على القانون، ولن نتراجع عن حماية حقوق المواطنين".
السلم المجتمعي
من جانبه، أكد اللواء مصلح أن الداخلية تعي جيداً عظيم الأمانة التي تحملها تجاه أبناء شعبنا، والمتمثلة في المحافظة على أمنه وحماية ممتلكاته، والحفاظ على السلم الأهلي والمجتمعي.
وقال اللواء مصلح في كلمته خلال حفل التأبين: "نجتمع اليوم على شرف فارس من فرسان الداخلية الذي قدم روحه في سبيل شعبه ووطنه، والحفاظ على أمنه واستقراره، والذي كان يسهر الليل الطويل، حتى ننام بهدوء وأمان".
وأشار إلى أن منتسبي الوزارة نذروا أنفسهم لخدمة شعبنا مهما كانت التضحيات، مشددًا على أن دماء الشهيد لن تذهب هدراً، وإن القاتل المجرم سينال المصير الذي يستحق.
وأضاف: "نقف اليوم أمام هذه التضحية العظيمة فليس غريباً على أبطال هذه الوزارة، من قادة وضباط وضباط صف وجنود، وهم الذين أثبتوا في كل المحطات أنهم على قدر المسؤولية، وهم يُشكلون صمام الأمان للوطن والشعب، وبرهنوا على ذلك بدمائهم وأموالهم وأرواحهم".
وأكد اللواء مصلح أن شعبنا في غزة هو الحاضنة الأولى في دعم وإسناد الداخلية، وإن أبناء الوزارة قد نذروا أنفسهم لخدمته مهما كانت التضحيات.
ولفت إلى أن هذه الجريمة النكراء منبوذة من كل مكونات شعبنا، وما هذا الحضور الكبير إلا تعبيراً عن الرفض لهذه الجريمة، ورسالة دعم وإستاد لعائلة الشهيد ولوزارة الداخلية، للمضي قدماً في القيام بالواجب تجاه أبناء شعبنا.
وتابع: "ما نشهده اليوم من حالة أمنية مستقرة في غزة إنما هو نتاج جهد هؤلاء الرجال ومواصلة الليل بالنهار والتضحية بالأنفس والأرواح"، موجهًا التحية والتقدير إلى حماة الديار قادة وضباط وجنود وإلى المخلصين والساهرين على مصلحة الوطن وأمنه واستقراره.
وتوجه وكيل وزارة الداخلية بالتحية لشعبنا العظيم الذي يقف صفاً واحداً بكل مكوناته داعماً ومسانداً لوزارة الداخلية، مبرقًا بالتحية ايضًا لكل عوائل شهداء الوزارة وسنبقى أوفياء لهم، نقوم بالواجب تجاههم ولن نتخلى عنهم تحت أي ظرف من الظروف.
جريمة مرفوضة
من ناحيته، أكد مدير عام الشرطة اللواء محمود صلاح، خلال الحفل، أن هذه الجريمة المنبوذة والمرفوضة من جميع شرائح المجتمع الفلسطيني، لن تؤثر على قيام الشرطة بواجبها في إنفاذ القانون والمحافظة على السلم الأهلي والمجتمعي.
وشدد على أنه كل من يقوم بالاعتداء على منتسبي الشرطة والأمن لن يفلت من العقاب، وإن يد العدالة ستقتص من كل المجرمين والعابثين بأمن شعبنا.
وقال اللواء صلاح إن الشهيد مصلح كان خير مثال للضبط والربط العسكري والجندي المخلص المحب لواجبه اتجاه شعبه ووطنه.
وتابع حديثه قائلًا: "نتعهد أمام الله وأمام شعبنا ألا نتهاون أو نتراجع في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار مجتمعنا مهما كانت التضحيات، والمضي قدماً في محاربة كل ما من شأنه تعكير صفو مجتمعنا وتهديد مواطنينا".
وأكد أن دماء الشهيد لم ولن تذهب هدراً، ولن يهنأ لنا بال حتى ينال مرتكب الجريمة الجزاء العادل وفق القانون.
وأشاد اللواء صلاح بدور منتسبي الشرطة، الذين تمكنوا بفضل الله في غضون أقل من ساعتين من وقوع الحادث، من إلقاء القبض على الجاني وبحوزته أداة الجريمة، وقد تمت إحالته للتحقيق لاستكمال الإجراءات القانونية.
وفي ختام حديثه، شكر جميع من شارك في التأبين، الذي يمثل استفتاء واضحًا على رفض هذه الجريمة النكراء، الخارجة عن أعراف وتقاليد مجتمعنا الفلسطيني، وتأكيدًا على مساندة الشرطة في أداء واجباتها في خدمة شعبنا.
بيد من حديد
من جهته، شدَّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أ. خضر حبيب في كلمة نيابة عن القوى الوطنية والإسلامية، على ضرورة أن تضرب الأجهزة المختصة بيد من حديد على يد كل مستهتر وعلى يد كل من يريد إفساد حياتنا، مبرقًا بالتحية كل التحية لروحه وروح الشهداء جميعاً، وخاصة شهداء الشرطة وأجهزة الأمن الساهرين على أمن غزة.
وقال حبيب: "نقف اليوم لتأبين الفارس الشهيد خالد محمد مصلح، هذا الضابط الذي أدى واجبه الوطني على أكمل وجه في مواجهة الخارجين عن القانون، من أجل تحقيق الأمن والسلم المجتمعي".
وأضاف: "يجب نتوحد جميعاً وأن نضع أيدينا في أيدي بعضنا في مواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه شعبنا"، مشددًا على أن عدم إنفاذ القانون يجرئ المجرمين على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا.
وفي ختام كلمته، قدم القيادي حبيب عزاءه لأسرة الشهيد، ونتوجه بالتحية والعزاء لوزارة الداخلية والشرطة ونقول لهم إن مصابنا واحد وشهيدكم هو شهيد الشعب الفلسطيني وشهيد الوطن.
من ناحيته، قال المختار حسني المغني المنسق العام للهيئة العليا لشؤون العشائر والإصلاح، خلال حفل التأبين: "إن مجتمعنا يسوده الأمن والأمان، ونشعر أننا في هذا الوطن بأمن لما تقوم به أجهزتنا الشرطية والأمنية من أداء واجبها الوطني في الحفاظ على السلم الأهلي والمجتمعي".
وأضاف المغني أن هذه الحادثة آلمتنا جميعاً لأن مرتكبها خارج عن القانون والعرف وكل القيم التي تتمثل في مجتمعنا.
وتساءل المغني بقوله: "هناك العديد من القضايا التي استوفت شروط التحقيق في المحاكم وأدين مرتكبوها وصدرت بحقهم أحكام نهائية .. فماذا ننتظر لتنفيذ هذه الأحكام؟".
وأوضح أن حالة الأمن التي نعيشها في غزة لا تتمتع بها أي منطقة في العالم فلا تحرمونا من هذا الأمان بسبب فئة خارجة عن القانون.
وتابع : "أصدرنا بياناً للمطالبة بتسريع تنفيذ الأحكام الصادرة من المحاكم، حتى لا يُترك المجرمون يعيثوا فسادًا في المجتمع".
وشدد المغني على أنه لا يمكن أبدًا أن نقبل بجريمة دخيلة على مجتمعنا الفلسطيني بقتل شرطي بدم بارد، مطالبًا الجهات المختصة بالإسراع في إصدار الحكم الذي يستحقه المجرم قاتل الشهيد خالد مصلح.
أقصى العقوبة
من جانبها، أكدت عائلة الشهيد مصلح في كلمة خلال حفل تأبينه لها أن ابنها كان مقداماً مبادراً ويقوم بواجبه نحو وطنه وشعبه وحكومته، ومشهودٌ له بالتزامه الديني والأخلاقي والقانوني، وقد آلمنا فقده كما آلم جميع أبناء شعبه وزملائه في العمل.
وأشادت عائلة الشهيد بتواصل قيادة الداخلية منذ الساعة الأولى للحادثة ممثلة بوكيل الوزارة اللواء ناصر مصلح، وكذلك النيابة العامة وقيادة الشرطة، الذين وعدوا بالعمل لإيقاع أقصى العقوبة على الجاني.
وأكدت العائلة ثقتها بوزارة الداخلية وضباطها وعناصرها ونعلم أن عندهم القدرة على حماية أبناء شعبنا، وردع كل من تُسول له نفسه بالاعتداء على منتسبي الشرطة والأجهزة الأمنية.
وطالبت عائلة الشهيد مصلح بتطبيق حكم الإعدام بحق القاتل المجرم ليكون عبرة وعظة لكل من تُسول له نفسه الخروج عن القانون، أو إثارة الفتن التي لا يمكن أن تقبلها الحكومة ووزارة الداخلية في أي حال من الأحوال.
وفي ختام حفل التأبين، كرمت قيادة الداخلية عائلة شهيد الواجب "خالد مصلح"، فيما قدمت العائلة من جانبها الزيّ الشرطي الذي ارتقى الشهيد وهو يرتديه، إلى قيادة الوزارة.