تقرير ذكرى "الفرقان".. ملحمة الصمود والإرادة

27 ديسمبر/كانون الأول 2022 الساعة . 09:22 ص   بتوقيت القدس

غزة/ الداخلية:
يستذكر شعبنا الفلسطيني في مثل هذا اليوم قبل 14 عامًا، ذكرى ملحمة بطولية من الصمود والتحدي سطرها شعبنا في قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على مدى 21 يوماً، وأفشل مخططات الاحتلال في تركيعه والنيل من إرادته، برغم الحجم الهائل وغير المسبوق من النيران والقتل والتدمير الذي استخدم في ضد شعب أعزل، لكنه متسلح بإيمان كبير وعقيدة لا تنثني.

"ذكرى الفرقان".. عدوان غاشم أغارت خلاله الطائرات الحربية "الإسرائيلية" في أول أيامه "السبت" 27 ديسمبر 2008، على أكثر من 60 مقرًا أمنيًا وشرطيًا في وقت واحد، أدت إلى تدميرها بشكل كامل، وارتقاء أكثر من 200 شهيد من قادة ومنتسبي وزارة الداخلية والأمن الوطني في الساعات الأولى، وفي مقدمتهم اللواء توفيق جبر مدير عام الشرطة، والعميد إسماعيل الجعبري قائد جهاز الأمن والحماية.

عمد الاحتلال الإسرائيلي عبر استهدافه وزارة الداخلية ومقدراتها، إلى زعزعة الجبهة الداخلية وحالة الاستقرار في القطاع، لكن الوزارة وأجهزتها الأمنية والشرطية استطاعت أن تشكّل حصنًا منيعًا للجبهة الداخلية، وحامية لظهر المقاومة، وتمكنت من إفشال مخططات الاحتلال، والنهوض بعدها بعزيمة أقوى نحو البناء والإعمار وإعادة التأهيل.

عزيمة متقدة
ورغم قساوة العدوان لم يكن هناك أي مظهر من مظاهر ضعف الجبهة الداخلية في قطاع غزة، أو أيّ من أنواع الفلتان الأمني، وبقيت إرادة وعزيمة أفراد أجهزة وزارة الداخلية الأمنية والشرطية متقدة، ومستمدة من صمود أبناء شعبنا، وقدمت في سبيل ذلك مئات الشهداء، حيث ارتقى في آخر أيام العدوان الوزير الشهيد سعيد صيام شهيداً جراء استهداف إسرائيلي وهو على رأس عمله في قيادة الوزارة.

اليوم، وبعد مرور 14 عامًا على العدوان الأشرس، باتت وزارة الداخلية والأمن الوطني مؤسسة وطنية وأمنية ثابتة الأركان، ترسي دعائم الأمن والاستقرار في قطاع غزة، وتحفظ تماسك الجبهة الداخلية، وأصبحت أجهزتها الأمنية والشرطية أكثر جاهزية وقدرة على مواجهة التحديات والتعامل مع المستجدات، وتبذل الغالي والنفيس في خدمة شعبها، وتعزيز صموده، وإن الوزارة تحافظ على هذه الحالة بكل ما أوتيت من قوة ومهما بلغت التضحيات.

يوم وطني
وتتخذ وزارة الداخلية والأمن الوطني السابع والعشرين من ديسمبر يومًا وطنيًا تخليدًا لذكرى شهدائها، الذين بلغوا أكثر من 1200 شهيد على مدى سنوات عملها، تُحييه في كل عام ضمن فعاليات وطنية، تمجيدًا للشهداء وتقديرًا ووفاءً لتضحياتهم وبطولاتهم.

وستبقى الأجهزة الأمنية والشرطية صمام الأمان لشعبنا الفلسطيني، ودرعًا لأمن الوطن واستقراره، إذ أثبتت أنها على قدر المسؤولية في أصعب الظروف، لما تتمتع به من كفاءة عالية، وقوة استمدتها من احتضان أبناء شعبها، وعزيمة أبنائها.