صورة قلمية الداخلية تنفـض غبـار العدوان.. وتكمل مسيرة البناء

22 مايو/أيار 2021 الساعة . 07:13 م   بتوقيت القدس

غزة/ الداخلية:

حجارة متناثرة.. ركام في كل مكان وكومة من دمار، هكذا تحولت مقار وزارة الداخلية في غزة بعدما عصفت بها حمم صواريخ وقذائف الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على القطاع.

على مدار أحد عشر يوماً من القصف الهمجي والاستهداف المباشر باتت مقار الداخلية "أثراً بعد عين"، فلم يبقَ شارعٌ في غزة إلا وترك الاحتلال أثراً لآلة حربه عليه.

عدوان غاشم طال كل مناحي الحياة في غزة، ولم يستثن بشراً ولا شجراً ولا حجراً، لكن العدوان انكسر على صخرة صمود وعزيمة شعبنا رغم الجراح النازفة.

وزارة الداخلية والأمن الوطني، التي تتعرض طيلة خمسة عشر عاماً لاستهداف مباشر من قبل الاحتلال، لم تُقعدها الصدمة فنفضت غبار العدوان ولملمت الجراح واستنفرت قواتها وطواقمها رغم ما أصابها من دمار طال معظم مقدراتها، لتُثبت أن تكرار تدمير الاحتلال لمقارها لن يُوقف مسيرتها.

ظنّ الاحتلال أن هذا الدمار يُمثل وصفة سحرية لإحداث إرباك في الحالة الأمنية في غزة، إلا أن السحر انقلب على الساحر، ولم يفت الاستهداف المباشر من عزيمة وثبات أجهزتها الأمنية والشرطية، التي عملت في الميدان على مدار الساعة طيلة أيام العدوان، فالاحتلال يهدف - من وراء استهدافه للوزارة - إلى كسر الجبهة الداخلية، التي مثّلت أحد أهم عوامل ثبات وانتصار شعبنا، الذي يُسجل دائماً حالة استقرار أمني عالية، رغم ما يستهدفه من كيد وبطش.

وخلال أيام العدوان.. واصلت الداخلية الليل بالنهار، ولم تغفل العيون الساهرة عن أداء مهامها في تحصين الجبهة الداخلية، وبذلت طواقم الإنقاذ والإطفاء والإسعاف والإسناد جهوداً جبارة رغم الاستهداف المباشر، وقلة الموارد واهتراء المقدرات، لكن عزيمة الرجال تُكتب لها الغلبة دائماً.

قدّم رجال الداخلية أروع صور البطولة والتضحية، وفي مقدمتهم فرسان الدفاع المدني والخدمات الطبية، والشرطة والأمن الداخلي والأمن الوطني، من والتحموا مع أبناء شعبهم، ليرسموا لوحة صمود أسطوري أعجزت المحتل المجرم، وأشفت صدور قوم مؤمنين.

وما أن وضع العدوان أوزاره، حتى شرعت الأجهزة الأمنية والشرطية بتنفيذ خطة إعادة الانتشار؛ لتأمين الأماكن التي تعرضت للاستهداف، والمحافظة على ممتلكات المواطنين، ومساعدة المتضررين، كما شرعت الفرق الهندسية بمهامها في إزالة مخلفات الاحتلال وقذائفه، وتحييد خطرها عن أبناء شعبنا.

وبعد أربعة حروب نالت من المقار والمقدرات، لكنها لم تنل من عزيمة الرجال، تواصل وزارة الداخلية والأمن الوطني مشوارها، وتبدأ بخطى واثقة مرحلة جديدة من البناء والإعمار، تُراكم فيها الإنجازات، وتثّبت أركان منظومة فريدة.. عنوانها: أمن الوطن وخدمة المواطن.