غزة/ الداخلية:
أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم أن الوزارة ستُشدد، اعتباراً من ليلة الأحد، إجراءاتها بحق المخالفين لإجراءات الوقاية والسلامة في كافة محافظات قطاع غزة، في إطار مواجهة فيروس "كورونا".
وقال البزم خلال بث مباشر، مساء السبت، عبر الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية: "لن نقبل استمرار الاستهتار من قبل بعض المواطنين، وسنتخذ إجراءات بحق المخالفين".
شاهد: حديث مباشر حول تخفيف إجراءات حظر التجوال في عدد من محافظات غزة
خطورة كبيرة
وأشار البزم إلى أن هناك فرق كبير بين تخفيف إجراءات حظر التجوال وبين العودة للحياة الطبيعية، مضيفاً "هناك فهم خاطئ من قبل بعض المواطنين لإجراءات التخفيف المعلن عنها، والسلوك المتبع من قبلهم في العودة للحياة بشكل طبيعي ينطلي على خطورة كبيرة".
وأوضح أن الأيام الماضية شهدت عدم التزام من قبل كثير من المواطنين بإجراءات السلامة والوقاية أثناء تحركهم، مستطرداً "عنوان المرحلة الحالية "مسؤولية الفرد"، ونهيّئ أنفسنا للتعامل مع مرحلة طويلة، لن تتوقف خلال أيام أو أسابيع".
إلى ذلك، حذَّر البزم من أن الاستهتار قد يُوصلنا إلى ازدياد حالات الوفاة بشكل كبير، ولا نريد أن نصل لهذه المرحلة، مضيفاً "كلما التزمنا بإجراءات السلامة والوقاية، كلما تمكنا من تقصير فترة انتشار الوباء".
ولفت إلى أن قراراً صدر من النائب العام بمحاسبة مخالفي إجراءات الوقاية والسلامة، والشرطة بدأت العمل وفق تلك الإجراءات بحق المخالفين.
إلى ذلك، نوَّه المتحدث باسم الداخلية إلى أن "المرحلة الحالية هي مرحلة المواجهة مع الوباء ولم نصل لمرحلة التعايش"، مضيفاً أنه لا يمكن الوصول للتعايش في ظل استهتار المواطنين الذي يُبعدنا عن تلك المرحلة".
ومضى يقول: "إذا واجهنا مشكلات كبيرة بفعل الاستهتار سنرجع للإغلاق التام بكل تأكيد، وحينما ذهبنا للتخفيف كان ذلك لحصر الفيروس في بؤر محددة، ولكن عدم الالتزام قد يفاقم الوضع في المحافظات التي تشهد تخفيفاً".
وجدد البزم التأكيد أن التنقل بين المحافظات لا زال ممنوعاً إلا في بعض الحالات الطارئة، موضحاً أن "الأجهزة الأمنية تواصل دورها في استمرار منع التجمعات، وتعمل حالياً على تشديد الإجراءات بالخصوص".
تقييم الأوضاع
وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث باسم الداخلية أن قيادة الوزارة اجتمعت مساء اليوم، مع خلية الأزمة ومحافظي الشرطة في المحافظات؛ لتقييم الأوضاع الميدانية.
وقال البزم: "استمعت قيادة الوزارة خلال الاجتماع لملاحظات خطيرة حول استهتار المواطنين، وعدم التزامهم بإجراءات الوقاية".
وأشار إلى أن اللواء أبو نعيم وجّه تعليمات مشددة لقادة الأجهزة الأمنية والشرطية بإلزام المواطنين بإجراءات السلامة والوقاية، وسيتم اتخاذ مزيد من الإجراءات بحق المخالفين.
وزارد في قوله: "وجّه وكيل الوزارة تعليمات بمنع خروج الأطفال دون سن السادسة عشر من المنازل منعاً باتاً"، داعياً أولياء الأمور للتعاون في تنفيذ هذه التعليمات.
وتابع: "نُوجّه نداء لكل من بلغ سن الـ 60 فما فوق لعدم الخروج من المنازل بشكل مطلق؛ حفاظاً على حياتهم، كما يُمنع على أي صاحب حرفة ممارسة حرفته بعد الساعة الثامنة مساء في كافة المحافظات".
منحى آخر
في ذات السياق، أكد البزم أن إجراءات التخفيف جاءت في هذه المرحلة لمساعدة المواطنين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، لكن دون أن تعود الأمور للحياة الطبيعية، مستدركاً: "لكن إذا وجدنا الأمور تتجه لمنحى آخر، فسيدفعنا ذلك لاتخاذ إجراءات أخرى".
ودعا البزم جميع المواطنين لعدم التحرك في الشوارع إلا بحمل بطاقة الهوية الشخصية، منوهاً في ذات السياق إلى أن كل مراكز التجمع، والمؤسسات الرسمية، والأسواق، والمتنزهات لا زالت مغلقة.
وبيَّن أن أكثر من 88% من الإصابات المسجلة بالفيروس، هي في محافظتي غزة والشمال، مؤكداً على على ضرورة التعامل بحساسية وإدراك كامل لخطورة المرحلة.
وتابع: "ما زلنا نتخذ الإجراءات المشددة في محافظة شمال غزة، باعتبارها تُسجل أعلى نسبة إصابات بالفيروس".
وحول إمكانية عودة الدراسة، أكد البزم أنه من المبكر الحديث عن العودة للمدارس ورياض الأطفال، مضيفاً "لم نصل لهذه المرحلة بعد، فلا نُريد تعريض أبنائنا للخطر".
كما أكد البزم أن ارتداء الكمامة يجب أن يتحول إلى سلوك عام لدى المواطنين عند الاضطرار للتحرك، معرباً عن أمله أن تتحول الكمامة وإجراءات الوقاية والسلامة إلى جزء من حياة المواطنين، وأن يتحلوا بالوعي والمسؤولية.
في سياق آخر، أكد البزم أن العمل الحكومي يسير بنظام الطوارئ لاستمرار تقديم الخدمات للمواطنين، وكل المؤسسات في قطاع غزة ما زالت مغلقة.
وأفاد البزم بأن وزارة التنمية الاجتماعية بدأت بتقديم إعانات ومساعدات للمواطنين المتضررين من الجائحة، والجهود تُبذل للوصول لكل المحتاجين.
معبر رفح
وعلى صعيد معبر رفح البري، أكد البزم أن الداخلية تبذل جهودها لإعادة فتح المعبر، موضحاً أن الوزارة سجلت أكثر من 3 آلاف حالة طارئة داخل القطاع بحاجة للسفر.
وقال البزم: "نُقدر معاناة المواطنين العالقين خارج غزة، لكن نأمل منهم أيضاً تقدير صعوبة الأوضاع داخل قطاع غزة".
استيعاب منتسبين جُدد
وبخصوص استيعاب الداخلية منتسبين جدد للعمل في قوى الأمن، قال البزم: "بدأت إجراءات هيئة التنظيم والإدارة اليوم إجراءاتها في استيعاب 1500 عنصر على بند التشغيل المؤقت، على دفعات من الذين اجتازوا اختبارات اللياقة البدنية في مسابقة التوظيف لعام 2019".
وأضاف: "نُدرك صعوبة الظروف التي يعيشها شبابنا وحجم الواقع الاقتصادي الصعب، لكننا نحرص على الانتساب وفق شروط محددة تناسب العمل الأمني والشرطي".
ولفت إلى أن الوزارة تسير وفق رؤية واضحة بخصوص استيعاب الأفراد، و"نحن نتعامل مع مؤسسة أمنية شرطية لها معايير وضوابط مهنية".