غزة/
الداخلية:
مكافحة
المخدرات هي مسؤولية اجتماعية، الأمر الذي يتطلب تعاوناً من كافة الفئات والشرائح
مع جهات الاختصاص؛ من أجل حماية المجتمع من هذه الآفة المُهلكة.
وفي
هذا الصدد، أكد د. مازن السقا المتحدث باسم المبادرة الوطنية للتوعية بمخاطر
المخدرات أن "الهدف من المبادرة هو تثقيف المجتمع المحلي لدرجة كبيرة بمخاطر آفة
المخدرات حتى لا يقع فخاً سهلاً لهذه المشكلة".
وقال
السقا في حوار مع "موقع الداخلية": "هذه المبادرة تأتي نظراً لما تمثله
آفة المخدرات من خطر كبير على أبناء شعبنا، ولما لها من آثار مُدمرة على النسيج المجتمعي
الداخلي، وكونها تُهدد مستقبل شبابنا، وتضر بمتانة جبهتنا الداخلية، ومقومات صمود شعبنا".
نشر
الوعي
وأكد
السقا على ضرورة توحيد الجهود المبذولة من قبل الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية،
والفئات الشبابية، من خلال هذه المبادرة المجتمعية، على قاعدة: "الوقاية خيرٌ
من العلاج"؛ لتوعية الجيل بالمخاطر المحدقة به من جراء ترويج المخدرات
وتعاطيها".
وأشار
إلى أن الهدف الأسمى للمبادرة الوطنية للتوعية بمخاطر المخدرات هو نشر الوعي عند
جميع الفئات العمرية في قطاع غزة، لذا كان شعار الحملة "ماتجربهاش" بهدف
إنهاء فضول الأشخاص حول تجربة تعاطي المخدرات.
وتابع:
"ثبت أن نسبة 90%
من الانزلاق في وحل المخدرات سببه فضول الأشخاص لتجربة هذه الآفة"، لافتاً
إلى أن جزءًا رئيساً من التوعية هو "أن من يصف الدواء هو الطبيب، وليس مروج
المخدرات".
ونوه
السقا إلى أن المخدرات الأكثر شيوعاً في غزة هي "الأقراص والحبوب المخدرة من
عقار الترامادول، الروتانا، والسعادة.. وغيرها.
أنشطة
وبرامج
وبخصوص
الأنشطة والبرامج المنوي تنفيذها خلال فترة المبادرة، ذكر السقا أن الأنشطة تشمل
زيارة المدارس والجامعات، وتنفيذ أنشطة مختلفة في الساحات والميادين العامة
والشوارع، وتنفيذ أنشطة ثقافية، ومسرحيات هادفة.
وأشار
إلى أن المبادرة المجتمعية للتوعية بمخاطر المخدرات "حياة"، أطلقت الأسبوع
الماضي، برنامجها التوعوي والذي يشمل أكثر من 200 ألف من طلبة الثانوية العامة والجامعات
في غزة، ويستمر على مدار عدة أشهر.
وأكد
على أهمية توعية الأسرة والمجتمع للتعامل مع المتعاطي حتى يتبعد عن أصدقاء السوء،
مضيفاً "التوعية بجميع أشكالها وبرامجها حول مخاطر المخدرات يجب ألا
تتوقف".
واستعرض
السقا عدداً من تلك الأنشطة التوعوية، وتشمل فعاليات اجتماعية، وثقافية، ورياضية،
وفنية متنوعة، بالإضافة لعقد محاضرات توعوية تستهدف طلبة المرحلة الثانوية في جميع
محافظات القطاع، كما تشمل تلك البرامج جميع النزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل،
والموقوفين في نظارات الشرطة.
كما
تشتمل البرامج التوعوية للمبادرة على زيارة النوادي، ودواوين العائلات، والمؤسسات
الأهلية، والجامعات، والكليات الفلسطينية.
وحول
الدور الإعلامي للمبادرة الوطنية للتوعية بمخاطر المخدرات، أكد السقا أن للإعلام
دور مهم بهدف الوصول لأكبر قدر ممكن من الجمهور، لافتاً إلى أنه سيتم تنفيذ موجة
إذاعية مفتوحة مع الإذاعات المحلية حول المبادرة.
واستدرك
قائلاً: "كما تم الإعلان عن خط ساخن يشمل عدة أرقام للتواصل على مدار 24 ساعة وستكون المعاملة بشكل مهني وسري للخروج
من هذه الآفة المدمرة للمجتمع"، تتضمن رقم جوال 0598888110، ورقم وطنية 0567777880
.
بشكل
شمولي
وفيما
يتعلق بالجهات المشاركة في المبادرة، أوضح السقا أن المبادرة تضم جهات حكومية وغير
حكومية تشمل وزارة الداخلية والأمن الوطني، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة،
وجمعية الوداد للتأهيل المجتمعي، بالإضافة لجمعيات ومؤسسات أهلية أخرى.
ووصف
السقا الأسرة التي فيها مُتعاطٍ أو مدمن على المخدرات بأنها "أسرة مُدمرة
نفسياً واجتماعياً ينبغي العمل في علاجها بشكل شمولي"، مضيفاً "هناك
مؤسسات غير حكومية لديها فرق شبابية مُدربة، وتمتلك الوعي والمعرفة؛ للنزول للشارع
وتوعية المجتمع بمخاطر آفة المخدرات، والتحذير من أضرارها على الأسرة
والمجتمع".
وزاد
في حديثه: "نحن مؤمنون بأن هذا العلاج ليس فقط بين أروقة المشافي، وإنما يجب
أن تتكاتف الأسرة والمجتمع معاً في علاج المدمن والمتعاطي حتى يخرج من هذا
الوحل".
في
سياق آخر، أشار المتحدث باسم المبادرة الوطنية للتوعية بمخاطر المخدرات إلى وجود
تعاون من شرائح المجتمع مع المبادرة، مضيفاً "لمسنا تعاوناً كبيراً يدل على
وعي الجهات المجتمعية المسؤولة للمساهمة في نجاح المبادرة".
وأضاف "ما يُميز المبادرة الوطنية للتوعية بمخاطر المخدرات هو تكاتف جميع الجهات معها، وهذا دليل أن أثرها كبير وسيُؤدي إلى نجاحها خلال الفترة المقبلة".
ولفت السقا إلى أن الموعد الزمني لختام المبادرة هو السادس والعشرين من يونيو القادم والذي يُصادف اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، معرباً عن أمله أن يكون هذا اليوم بمثابة يوم لإعلان نتائج إيجابية واستمرار المبادرة برؤية جديدة.