كرّمت عوائل الشهداء وجرحى الحادث الإجرامي

صور: الداخلية تُؤبن "شهداء الواجب"

2 سبتمبر/أيلول 2019 الساعة . 02:28 م   بتوقيت القدس


هنية: ما جرى نقطة فاصلة بين مرحلتين، ولن نسمح بالاجتهاد خارج النص الوطني

 

أبو نعيم: التحقيقات مستمرة وستصل إلى نهايتها وسننشر تفاصيلها

 

صلاح: سنضرب بيد من حديد كل من يتربص بوحدة شعبنا

 

غزة/ الداخلية:

 

نظمت وزارة الداخلية والأمن الوطني، صباح الاثنين، حفلاً لتأبين شهداء الشرطة الذين ارتقوا الأسبوع الماضي نتيجة تفجيرين إجراميين استهدفا حاجزين أمنيين بمدينة غزة.

 

وحضر حفل التأبين في قاعة مركز رشاد الشوا بغزة كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أ. إسماعيل هنية ووكيل وزارة الداخلية اللواء توفيق أبو نعيم وقادة الأجهزة الأمنية ومدراء الإدارات المركزية في الوزارة، إلى جانب شخصيات وطنية ومجتمعية وقادة فصائل العمل الوطني والإسلامي.

 

نقطة فاصلة

 

وأكد هنية في كلمة له أن ما جرى هو نقطة فاصلة بين مرحلتين في التعاون مع هذا المسار"، قائلاً: "لن نسمح بالاجتهاد خارج النص الوطني، أو الميداني، أو الفكري، ونحن أرباب المقاومة ورجالها الأشداء".

 

وقال هنية إن "التفجيرات هدفت لإنشاء بداية فلتان أمني، والتحقيقات تشير إلى أن ما تم كان سيتبعه تفجيرات جديدة في مناطق مختلفة".

 

وكشف هنية أن الأجهزة الأمنية وضعت يدها خلال 24 ساعة على الحدث في صورته المباشرة، مضيفاً "لا نريد أن نجعل الحكم على القضايا من منطلق مناكفة سياسية، ونريد أن نصل للمتورطين في هذا الأمر".

 

ولفت إلى أن التفجيرات هدفت إلى فرض أولويات جديدة على الفصائل الفلسطينية، على حساب الأولوية الأولى وهي مواجهة الاحتلال والتصدي لسياساته.

 

ولفت إلى أنه سيكون هناك نشر كامل لتفاصيل هذه الجريمة، وحينما تكتمل الصورة سنجد أنه كان يُخطط لإحداث صورة خطيرة جداً في غزة.

 

إلى ذلك، شدد هنية على وجود معركة أمنية تحت الطاولة بيننا وبين الاحتلال، لا تقل خطورة عن المعركة العسكرية، مضيفاً "حققنا انتصارات في المعركة الأمنية مع العدو، كما حقق المجاهدون انتصارات عسكرية".

 

الجبهة الداخلية

 

ودعا هنية وزارة الداخلية لأن تنشر في الوقت الذي تُقدره تفاصيل ما جرى؛ ليعلم شعبنا على أي حالة كان يريد هؤلاء أن يُدخلوا الوطن.

 

وقال هنية: "أقول بكل ثقة وموضوعية: سيفشل هذا المخطط كما المخططات السابقة، وقد فشل من بدايته رغم أن الجريمة استهدفت ضرب النسيج المجتمعي، والجبهة الداخلية، والحاضنة المجتمعية للمقاومة، التي تتشكل من عوائل شعبنا".

 

وأشار إلى وجود إجماع وطني تجلّى في هذه المحطة الفاصلة، من خلال رفع الغطاء عن المجرمين، ومنح قوة إسناد للأجهزة الأمنية لممارسة عملها، وكذلك التعاون بالتفاصيل الدقيقة لكل المعلومات المتعلقة بالقضية.

 

وحيا رئيس المكتب السياسي لحماس جميع الفصائل، والوجهاء والعائلات والمخاتير، الذين وقفوا لمساندة الشرطة والأجهزة الأمنية ومؤازرتها، كما نحيي العائلات التي أصدرت بيانات تبرؤ من الفعل الإجرامي.

 

محصنة فكرياً

 

على صعيد متصل، شدد هنية على أن غزة محصنة فكرياً، وأمنياً، وفصائلياً، وعسكرياً، وسياسياً ومجتمعياً، وهي وعصية على الكسر والاختراق، متابعاً: "نشعر بالارتياح الكبير للمناخ الوطني الذي يشهد حالة تنسيق كبير بين كل مكونات وفصائل العمل الوطني".

 

ونبَّه إلى أن من يفعل هذه الجرائم ليس له أي انتماء تنظيمي أو سياسي، ونحن لم نُربّ أبناءنا على هذا الفعل، مستدركاً "أي فكر يدفع من قام بذلك لاستهداف المجاهد الذي يقاتل على جبهة العدو ليلاً، ويؤمّن شعبه في النهار بكل مودة ومحبة".

 

ونوه إلى أن من قام بهذا العمل نفوسٌ مريضة غرقت في وحل المفاهيم، بعيداً عن عيون المرجعيات، مضيفاً "سنعمل في كل القوى والفصائل على تحصين أبنائنا فكرياً".

 

وتابع "الفكر الذي يسود فينا هو فكر وسطي معتدل، ويقول لا للتطرف والمغالاة والتشدد والتنطع، ولا لحرف البوصلة عن أهداف وطليعة الصراع على أرض فلسطين".

 

ومضى يقول: "نحن مطمئنون، وهذه أحداث معزولة لن تخرجنا عن طوعنا، وفرائسنا لا تتعب، وسنقوم بهجمة مرتدة، وننتظر وزارة الداخلية لتقول كلمتها".

 

وأكد هنية أن دماء شهداء الشرطة حمت غزة وفلسطين من صورة أخطر، ومن سيناريو أحقر، سنكشفه لشعبنا في الوقت المناسب، حينما تنتهي الأجهزة الأمنية من وضع يدها على كل شيء.

 

وزارة عملاقة

 

وأوضح أن وزارة الداخلية عملاقة وقوية، وقادرة على استيعاب المنعطفات الخطرة، مضيفاً "حينما استهدف الاحتلال مقرات الشرطة في حرب الفرقان، ظن الاحتلال أنه سيشُل أركان المؤسسة الأمنية، لكن خلال ساعات قليلة عادت الوزارة بكل اقتدار لممارسة عملها تحت أزيز الطائرات".

 

وأشار إلى أن من خطط ونفذ هذه الجريمة استهدف ضرب المنظومة والحالة الأمنية، وخلخلتها في غزة، مضيفاً "التفجيرات استهدفت ضرب العلاقة الاستراتيجية بين فصائل المقاومة، في هذه المرحلة التي شهدت أوج التنسيق والتكامل سياسياً، وعسكرياً، وميدانياً، وأمنياً".

 

وقال هنية: "شباب فقدوا كل شيء تجرأوا على الدماء، وضربوا عمق القاعدة الصلبة، والأجهزة الامنية التي شكلت الدرع الواقي للمقاومة والشعب وقدمت الشهداء والجرحى".

 

ونوه إلى أن الأجهزة الأمنية تعاملت مع ملف الانحراف الفكري في محطات سابقة بشكل شمولي، وليس على الصعيد الأمني فقط.

 

سياق إقليمي

 

في ذات السياق، أكد هنية أن جريمة استهداف رجال الشرطة في غزة وقعت في توقيت وسياق إقليمي يدلل أن المستفيد الأكبر منها هو العدو الصهيوني، مستطرداً "هذه التفجيرات جاءت ليستثمرها عدونا ليُفرد غزة عن أي تفاعل إيجابي مع ما يمكن أن يحصل على جبهة الشمال".

 

وتابع : "نتنياهو المأزوم أمنياً والمتهم بالفساد، غير قادر على حسم المعركة على كل الجبهات بما فيها غزة، لذلك أراد لغزة أن تكون بعيدة عن التأثير في مشهد الانتخابات الصهيونية".

 

ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني لديهما تقدير بأن الموقف الفلسطيني الموحد يشكل العقبة الحقيقية أمام صفقة القرن، وغزة شكلت عنصراً أخلّ بالمخطط الأمريكي الصهيوني.

 

التحقيقات مستمرة

 

بدوره، أكد وكيل وزارة الداخلية اللواء توفيق أبو نعيم أن التحقيقات مستمرة وستصل إلى نهايتها وسننشر تفاصيلها، مضيفاً "علينا جميعا أن ندرك أن غزة مستهدفة برجالها ونسائها وجميع فئاتها".

 

وقال اللواء أبو نعيم: "تعودت وزارة الداخلية على تقديم الشهداء في طريق الحفاظ على أمن واستقرار وحياة المواطنين ودفعت أثمانا غالية من قادتها وضباطها وجنودها".

 

وأشاد بالتعاون الكبير والاستنكار الواسع للجريمة من الكل الفلسطيني، مضيفاً "كنَّا أمام حادثة غريبة مستهجنة، لا نقبل لها تفسيرا، وليس لها وجود بيننا في ظل الثمن الذي ندفعه يوميا من الحصار والجوع والقتل".

وشدد اللواء أبو نعيم على ضرورة تكاتف الجهود لاقتلاع هذه "الشرذمة"، مستطرداً "نحن في وزارة الداخلية نتعاون مع جميع التنظيمات والأجنحة العسكرية والمؤسسات كافة، وهذا الفكر الذي يحمله المجرمون يجب أن يحارب من الجميع".

 

في سياق متصل، أكد اللواء أبو نعيم أن شعبنا عانى طويلاً من الفكر المنحرف، وقد آن الأوان لهذا الأمر أن ينتهي، مضيفاً "في فلسطين لنا عدو واحد، ولنا هدف واحد، ولن نسمح جميعاً بحرف البوصلة".

 

يد من حديد

 

من جانبه، توعد قائد الشرطة العميد محمود صلاح بالضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه السير في مركب الخارجين عن صفنا الوطني، والمتربصين بوحدة شعبنا.

 

وقال العميد صلاح: "آلمنا ما تعرض له أبناؤنا من عدوان حاول من خلاله المتربصون بقطاعنا خلط الأوراق لإحداث فوضى أمنية، وضرب الجبهة الداخلية من خلال أعمال إجرامية ارتقى على إثرها شهداء الشرطة الأبطال".

 

وشدد على أن يد أجهزتنا ستطال العابثين بأمن شعبنا واستقراره، مضيفاً "هذه الاحداث المشبوهة لا تخدم سوى الاحتلال، وغزة ستبقى عصية على الكسر".

 

وطالب قائد الشرطة العوائل الفلسطينية بالأخذ بيد أبنائهم إلى بر الأمان، ومتابعتهم لعدم التغرير بهم من أي جهة مشبوهة تحاول زعزعة الأمن والاستقرار.

 

وأردف قائلاً : "ما لم يستطع الاحتلال تحقيقه بالحصار والحرب، لن يستطيع أحد تحقيقه بهذه التفجيرات الإجرامية المشبوهة".

 

أقصى عقوبة

 

من جهته، طالب والد الشهيد علاء الغرابلي في كلمة باسم ذوي شهداء الشرطة الأجهزة الأمنية بالاستمرار في التحقيق لكشف هذه المجموعة، الخارجة عن الصف الوطني، والقصاص، وإنزال أقصى درجات العقوبة بحق المجرمين.

 

وتساءل قائلاً : "هل يكافأ من يعمل ليل نهار لحماية شعبه وأبناء وطنه، بالاستهداف والقتل؟"، مضيفاً نشد على أيدي أجهزتنا الأمنية، في العمل لحماية أمننا، ونطالبهم بالقصاص لدماء أبنائنا الشهداء".

 

وفي ختام حفل التأبين كرّم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقيادة وزارة الداخلية ذوي شهداء وجرحى الشرطة في العملية الإجرامية، وسط حضور رسمي وفصائلي وشعبي.