عشر
سنوات كاملة مرت على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008 – 2009 أو ما يعرف
"بحرب الفرقان"، ملحمة سطرها شعبنا وبطولة كتبت بالدم القاني، أيام من العدوان
عاشها شعبنا في قطاع غزة، وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني الهدف الأول لهذا العدوان
الغاشم، في لحظة واحدة دمر الاحتلال مقار وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، وفي لحظة
واحدة صعدت أرواح قرابة 300 شهيد من أبناء وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، اختلطت
دماءهم بالتراب والركام وتطايرت أجسادهم في كل مكان.
ظنّ
الاحتلال أنه بهذه القوة الغاشمة والعدوان المفاجئ سيحقق أهدافه في الضربة الأولى ولكن
سرعان ما خاب فأله وطاشت سهامه الغادرة أمام قوة الروح وصلابة الإرادة، وكان الميدان
شاهدا على قوة المؤسسة والبناء رغم حداثته، وكانت وزارة الداخلية بأجهزتها كافة على
قدر المسئولية، تحملت الأعباء وأفشلت المؤامرة وكانت وفية لشعارها منذ اليوم الأول
تحفظ الجبهة الداخلية وتحمي ظهر المقاومة، وارتقى في سبيل ذلك المئات من أبناء وزارة
الداخلية شهداء يتقدمهم وزير الداخلية الشهيد سعيد صيام وثلة من قادة وزارة الداخلية
والأمن الوطني في مشهد بطولي اختلط فيه دماء القادة بجنودهم في أرض المعركة حفاظاً
على أمانة هذا الشعب العظيم.
إن
وزارة الداخلية والأمن الوطني بعد مرور عشر سنوات على العدوان باتت أقوى وأشد، وإن
أجهزتنا الأمنية والشرطية هي أكثر جاهزية وقدرة على التعامل مع التحديات ومواجهة المتغيرات،
وفي هذه الذكرى العظيمة تؤكد وزارة الداخلية والأمن الوطني على ما يلي:
أولاً:
تُبرق وزارة الداخلية والأمن الوطني بالتحية إلى أرواح شهداء "الفرقان"،
وعلى رأسهم شهداء وزارة الداخلية والأمن الوطني، وفي مقدمتهم الشهيد الوزير سعيد صيام،
والشهيد اللواء توفيق جبر، وتؤكد أن دماءهم الزكية ستبقى منارة لمن خلفهم للسير على
ذات الطريق، في سبيل نيل شعبنا حريته وحقوقه.
ثانياً:
لقد اتخذت وزارة الداخلية من هذا اليوم، يوماً وطنياً تخليداً لذكرى شهدائها، الذي
بلغوا 1145 شهيداً، ووفاء لتضحياتهم وبطولاتهم.
ثالثاً:
تمر ذكرى الفرقان، وشعبنا يسجل بطولة وملحمة جديدة في مسيرات العودة وكسر الحصار والتي
تقف فيها وزارة الداخلية والأمن الوطني جنباً إلى جنب مع أبناء شعبنا كافة، تحفظ أمنهم
وتحمي ظهرهم، وفي سبيل ذلك قدمت وزارة الداخلية 15 شهيداً، وأكثر من 500 جريح من أبنائها
أثناء القيام بواجبهم الوطني.
رابعاً:
أثبتت وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية أنها صمام الأمان لشعبنا واستقراره، وحافظةٌ
لجبهته الداخلية، وحاميةٌ لظهر مقاومته، وقد شهد العمل الأمني خلال السنوات الأخيرة
تطوراً كبيراً على صعيد مواجهة أجهزة أمن الاحتلال، وإحباط مخططاتها للعبث في الساحة
الداخلية الفلسطينية.
خامساً:
إن وزارة الداخلية مستمرة في أداء رسالتها بكل عزيمة واقتدار، برغم الظروف المُعقدة
التي تمر بها القضية الفلسطينية، مُستمدة قوتها من شعبها العظيم، وتؤكد الوزارة على
جاهزية أجهزتها الأمنية للتعامل مع الظروف والمتغيرات كافة، في سبيل الحفاظ على أمن
واستقرار الوطن.
سادساً:
تُحيي وزارة الداخلية والأمن الوطني رجالها ومنتسبيها كافة، الذين يبذلون الغالي والنفيس
خدمة لوطنهم وشعبهم، وأثبتوا في كل المحطات أنهم على قدر المسؤولية والأمانة.
أخيراً:
تُحيي وزارة الداخلية والأمن الوطني شعبنا الفلسطيني العظيم، الذي ضرب أروع الأمثلة
في التضحية والصمود، وسنبقى الأوفياء لشعبنا مهما كانت التضحيات.
المجد
للشهداء الأبرار، الحرية للأسرى البواسل، الشفاء للجرحى الأبطال
وزارة
الداخلية والأمن الوطني
الخميس
27/12/2018م