العميد
أبو بطيحان: تقدمٌ ملحوظ في البرامج والمشاريع الإصلاحية المقدمة للنزلاء
ندعو
المؤسسات المعنية للمساهمة في تعزيز الجوانب المهنية في عملية تأهيل النزلاء
غزة/الداخلية:
أكد
العميد فؤاد أبو بطيحان مدير عام المديرية العامة لمراكز الإصلاح والتأهيل أن
مديريته تشهد تقدمًا ملحوظاً في البرامج التأهيلية والمشاريع الإصلاحية التي تُقدمها
مع الجهات المختصة لنزلائها، والتي تهدف من خلالها إلى إصلاحهم، وضمان دمجهم في
المجتمع مرة أخرى، ليتمتعوا بحياة كريمة، ويكونوا معول بناء فيه.
مشاريع
إصلاحية
وتابع
خلال حوار خاص "لموقع الداخلية": "هناك العديد من البرامج
التأهيلية والإصلاحية التي تُنفذها المديرية بعد عملية تصنيف النزلاء، حيث يتم إلحاق
النزيل لبرامج تعليمية وتثقيفية تتناسب مع مستواه التعليمي والثقافي، وذلك بالتعاون
مع مؤسسات المدنية والأهلية، والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة كـ هيئة التوجيه
السياسي، ووزارتي التعليم والأوقاف.
وتتابع
مديرية الإصلاح والتأهيل النزلاء منذ لحظة استقبالهم، وتعريفهم بحقوقهم القانونية
واللوائح الداخلية في المركز، ومن ثم تصنيفهم حسب قضاياهم، وحسب مستواهم العلمي، حتى
لحظة خروجهم من مراكزها.
وأوضح
العميد أبو بطيحان أن العديد من البرامج التعليمية تنفذ حالياً داخل مراكز الإصلاح
بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، من ضمنها "محو الأمية، التعليم الموازي،
الثانوية العامة، المرحلة الجامعية".
كما
وتقدم المديرية برامج ودورات تعليمية أخرى، مثل دورات أحكام تلاوة القرآن الكريم
والمحاضرات الثقافية والتوعوية والدينية، التي كان من ثمارها خلال الفترة السابقة،
مشروع إصلاح جيل وهو عبارة عن سلسلة من الدورات المتنوعة، ومشروع نسخ القرآن
الكريم.
جوانب
ثقافية
وبيّن
العميد أبو بطيحان أن هناك مساهمات تثقيفية أخرى كثيرة، من ضمنها الجانب الثقافي
حيث يتم عقد المسابقات الثقافية، ومسابقات حفظ القرآن وفن الخطابة، الأمر الذي فتح
باب التنافس بين النزلاء وشجعهم على التعلم وملء أوقات فراغهم بما هو مفيد، مبيناً
أن بعض المراكز يُصدر نزلاؤها مجلة ثقافية شهرية يتم طباعتها وتوزيعها على نزلاء
المراكز الأخرى.
وأكد
أن مراكز التأهيل والإصلاح خرّجت نحو 90 نزيلاً ضمن برامج محو الأمية خلال النصف
الأول من العام الجاري، إضافةً إلى 87 دورة تدريبية، و439 محاضرة ودرس توعوي
وتثقيفي متنوعة.
وذكر
العميد أبو بطيحان أن بعض النزلاء أصبحوا يبادرون ويقدمون أفكاراً إبداعية في
الجوانب التعليمية والثقافية، والبعض الآخر ممن يمتلكون الشهادات العلمية والحرف
المهنية، يتطوعون لإلقاء محاضرات متنوعة ليستفيد منها باقي النزلاء.
تعزيز
الجانب المهني
وحول
تعزيز الجانب المهني؛ أكد العميد فؤاد أبو بطيحان أن مراكز التأهيل والإصلاح، تعتمد
في عملية تأهيلها وإصلاحها للنزلاء على برامج تدريبية خاصة بالمشاريع المهنية، وفق
إمكانياتها المتاحة، لإعطاء النزيل فرصة جديدة، ليتعلم حرفة يعتاش منها بعد خروجه
من المركز.
وعبّر
عن أمله في تعزيز جوانب التدريب المهني للنزلاء بصورة أكبر وبشكل موسع، وذلك من
خلال تبني المؤسسات المختصة سواء الحكومية أو الأهلية، مشاريع وبرامج تأهيلية للتدريب
المهني، وتعليم النزلاء حرف مهنية مختلفة، مشيراً إلى أن مديريته نفّذت العديد من
الدورات والبرامج المهنية خلال الفترة الماضية ضمن مشروع النزيل المنتج، منها دورة
"مهنة الحلاقة"، ودورات أخرى في التطريز والمشغولات اليدوية.
ودعا
أبو بطيحان أهالي النزلاء إلى متابعة أبنائهم من خلال زيارة مراكز الإصلاح
والتأهيل، ليكونوا على معرفة تامة وإطلاع متواصل لما وصل إليه أبناؤهم من تدريب
علمي ومهني، ومستويات تعليمية، وذلك حتى يكمّلوا معهم العملية التأهيلية، بعد
خروجهم وانقضاء فترة حكمهم.
الاتصال
والتواصل
ومن
ضمن التسهيلات الممنوحة للنزلاء، حسب العميد أبو بطيحان، السماح بالاتصال والتواصل
بين النزلاء وذويهم عبر هاتف عام وضع خصيصاً لذلك، فخلال النصف الأول من العام
الحالي، أجرى النزلاء بشكل متكرر ما يزيد عن 42 ألف اتصال محلي ودولي، بالإضافة
إلى 139 خلوة شرعية بين النزلاء وزوجاتهم.
وتعكف
مديرية التأهيل والإصلاح بشكل دائم، على عقد الرحلات والأيام الترفيهية للنزلاء
وذويهم، وتنفيذ الأنشطة الرياضية المختلفة التي تؤثر بشكل إيجابي على النزلاء،
وتساهم في تغيير الروتين وتحسين الأجواء النفسية لهم.
وحول
ذلك، يقول العميد فؤاد أبو بطيحان: "هناك نوعان من الجوانب الترفيهية، الأول
يتم تنفيذه داخل مراكز الإصلاح والتأهيل في المناسبات الدينية والوطنية، ويتم
خلاله استضافة فرق فنية وترفيهية".
وفي
أغلب الأحيان يتم جمع النزلاء بذويهم داخل المراكز من خلال الأيام الترفيهية
والمخيمات، وخاصة النزلاء أصحاب الأحكام العالية والممنوعين من الإجازات البيتية
بسبب طبيعة قضاياهم.
وأما
النوع الآخر من الجوانب الترفيهية، فأفاد أبو بطيحان أنه يتم عقدها خارج مراكز
التأهيل والإصلاح، ويتم خلالها مراعاة الجوانب الأمنية، وتعقد في أماكن محصورة كالشاليهات
والاستراحات، وتخصص رحلات للنزلاء وحدهم ورحلات أخرى مع ذويهم.
الإفراج
عن النزلاء
وتنتهج
وزارة الداخلية سياسة الإفراج عن عددٍ من النزلاء بين الفينة والأخرى، وفق شروط
ومعايير معينة وفقاً للقانون الأساسي الفلسطيني، وذلك لتؤكد الدور الإنساني الذي
تقوم به الوزارة وحرصها الدائم في الحفاظ على النسيج المجتمعي.
وفي
هذا السياق قال العميد فؤاد أبو بطيحان: "نلتزم بالقانون الفلسطيني المتعلق
بمراكز التأهيل والإصلاح، فيما يخص منح الإجازات البيتية، والإفراج عن النزيل بعد
قضائه ثلثي المدة، بهدف التخفيف عن النزلاء ومنح أصحاب السلوك الحسن فرصة جديدة
للعودة إلى المجتمع والحياة الطبيعية"، موضحاً أنه تم الإفراج عن عشرات
النزلاء منذ بداية العام ممن تنطبق عليهم الشروط المذكورة.
وتحفز
تلك الإجازات والمنح الممنوحة للنزلاء، على الالتزام بالبرامج التأهيلية
والإصلاحية المعدة داخل مراكز التأهيل والإصلاح، وتشجع النزلاء على حسن السلوك
خلال فترة محكومياتهم.
علاقات
متعددة
وتفرض
طبيعة عمل مراكز التأهيل والإصلاح وجود علاقات متشعبة ومتعددة مع العديد من
المؤسسات الحكومية المختصة والمؤسسات الأهلية والحقوقية.
وفي
هذا الصدد أشار أبو بطيحان إلى أنهم يأخذون بعين الاعتبار الملاحظات الصادرة عن
المؤسسات الحقوقية فيما يتعلق بأوضاع النزلاء، منوهاً إلى أن هناك برامج تدريبية
متبادلة مع تلك المؤسسات للارتقاء بالنزلاء والطواقم العاملة داخل مراكز الإصلاح،
مثل عقد المحاضرات المختلفة للنزلاء وتنظيم ورش عمل للطواقم العاملة.
ومن
أبرز المؤسسات الدولية التي لها علاقة مميزة مع مراكز التأهيل والإصلاح، اللجنة
الدولية للصليب الأحمر، التي تُقدم العديد من المشاريع التي من شأنها التخفيف عن
النزلاء وتحسين الجوانب المعيشية لهم، بالإضافة إلى غيرها من المؤسسات.
ويتم
من خلال تواصل مديرية الإصلاح والتأهيل مع عددٍ من المؤسسات الأهلية، تسديد مبالغ
مالية عن الغارمين، بالإضافة إلى تقديم المساعدة العينية لذوي الأسر الفقيرة من
النزلاء، حيث يتم باستمرار الإفراج عن عشرات الغارمين بالتعاون مع تلك المؤسسات.
ولأن
مديرية التأهيل والإصلاح تهدف إلى رعاية النزيل وتأهيله وفق برامجها المتنوعة وهو
أساس عملها، فهي تواصل دون كلل أو ملل وبجهود قيادتها وأفرادها، تقديم كافة
الإمكانات المتاحة في سبيل تحقيق أهدافها، وتأدية رسالتها.