المواصلات:
سنُوقع أقصى العقوبات على من يُخالف الأنظمة المرورية
المرور:
نخشى أن يكون 2017
عام الحوادث إذا لم تُوضع حلول جذرية لإنهائها
مختص:
الجهات الرسمية تُصدر توصيات وقرارات دون تنفيذ لها على أرض الواقع
الإرشاد
المروري: ازدياد الحوادث دفعنا لإطلاق أكبر حملة توعوية
غزة / الداخلية / رائد
أبو جراد:
294 مواطناً لقوا حتفهم نتيجة ارتفاع وتيرة الحوادث المرورية في قطاع
غزة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، فيما تسببت تلك الحوادث بإصابة أكثر من 5 آلاف مواطن، فمن المسئول؟!
أسئلة
عديدة وضعها "إعلام الداخلية" على طاولة عدد من المسئولين والمختصين
للتعرف على أسباب زيادة الحوادث المرورية في الآونة الأخيرة والتي باتت تعصف بحياة
الأطفال قبل الكبار في شوارع ومفترقات غزة، وتتسبب بحالات وإعاقات خطيرة عدا عن
الوفيات دون تأمين على حياتهم ولا مستقبل ذويهم حتى بعد مماتهم.
حوادث
وإحصائيات
وأبدى
المقدم فهد حرب مدير مكتب تحقيقات حوادث المرور في الشرطة تخوفه من تزايد وتيرة
الحوادث المرورية في الآونة المقبلة، محذراً من أن يكون عام 2017 عام الحوادث إذا لم يتم وضع حلول جذرية لإنهاء هذه الحوادث.
وأشار
إلى أن أعداد ضحايا الحوادث المتكررة تتزايد بشكل يومي في جميع المحافظات، مضيفاً
"للأسف غزة تشهد تزايد في حالات حوادث المرور عن الأعوام الماضية".
وأظهرت
إحصائيات رسمية صادرة عن مكتب تحقيقات حوادث المرور في الشرطة الفلسطينية تلقى
"موقع الداخلية" نسخة عنها، أن الحوادث المرورية تسببت خلال السنوات
الثلاث الأخيرة بإصابة أكثر من 5 آلاف إصابة متفاوتة بين بسيطة ومتوسطة
وخطيرة.
وأشارت
الإحصائية إلى أن عام 2015 شهد ارتفاعاً في وتيرة
الحوادث المرورية في قطاع غزة فقد بلغت 4981حادثاً تسببت
بوفاة 82
مواطناً، وتسببت حوادث الدراجات وحدها خلال هذا العام بوفاة 14 مواطناً، فيما تُوفي 68
بسبب حوادث المركبات وإصابة أكثر من 2276
بإصابات متفاوتة، إلى جانب أكثر من 3955
ضرر مادي في ممتلكات ومركبات المواطنين.
بينما
بلغت نسبة الحوادث المرورية في قطاع غزة خلال العام الماضي، 2710 حادثاً تسببت بوفاة 84
مواطناً، وتسببت حوادث الدراجات النارية وحدها خلال هذا العام بوفاة 22 مواطناً، حيث مصرع 62 مواطناً بسبب حوادث المركبات وإصابة أكثر من 1524 بإصابات متفاوتة بين بسيطة وخطيرة، إلى جانب
أكثر من 2975
ضرر مادي في ممتلكات ومركبات المواطنين.
تكاليف
باهظة للعلاج
وتُكلف
الحوادث المرورية وزارة الصحة مبالغ باهظة تصل لملايين الشواكل لعلاج الإصابات
الناجمة عنها نظراً لعدم وجود تأمين يُدفع لذوي المصابين مما يضطرهم لعلاج أبنائهم
في الخارج وصرف مبالغ مالية طائلة.
الناطق
باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة قال إن "الحوادث المرورية المتزايدة في غزة
تُؤثر تأثيراً مباشراً على عمل الطواقم الصحية وعلى الخدمات الطبية المقدمة
للمواطن".
وأوضح
القدرة في تصريح لـ"موقع الداخلية" أن الضحايا الناجمة عن تلك الحوادث
تستنزف جهداً كبيراً من الطواقم الطبية والعلاج والأدوية، مضيفاً "لا يوجد
أرقام دقيقة لتكلفة علاج ضحايا الحوادث المرورية نظراً لوجود حالات متفاوتة من
الإصابات".
وتابع
"يجب أن يكون هناك مسئولية من خلال سائقي المركبات وضوابط تُحددها الجهات
الرسمية للتخفيف من الحوادث خاصة داخل المدن مما يُخفف من نتائجها".
بدوره
أكد وليد الفرا المحكم المعتمد في حوادث الطرق لدى وزارة العدل على ضرورة إنشاء
صندوق لتعويض ضحايا الحوادث المرورية والتخفيف من عبء ذوي المصابين بحالات خطيرة
نتيجة تلك الحوادث.
وطالب
بفرض التأمين على السائقين قبل الترخيص لحل أزمة كبيرة على الحكومة ممثلة بوزارة
الصحة وما تدفعه سنوياً من مبالغ باهظة لعلاج الإصابات الناجمة عن الحوادث.
من
المسئول؟
وفي
هذا الصدد، أكد المقدم حرب أن أي سائق يُضبط يرتكب مخالفات مرورية يخضع لدورة
مانعة لحوادث الطرق بهدف توعيته وتثقيفه بضرورة الالتزام بالإرشادات وأنظمة المرور
حتى يتفادى تلك الأخطاء في أي مرة مقبلة بحيث نكفل السلامة والأمان أثناء قيادة
المركبات.
وأرجع
المقدم حرب الأسباب الرئيسية في ازدياد وتيرة الحوادث المرورية في قطاع غزة خلال
الآونة الأخيرة إلى السرعة الزائدة أثناء قيادة المركبة وعدم التزام السائق بالأنظمة
المرورية.
ونبَّه
حرب إلى وجود تكدس عدد كبير في المركبات التي تدخل قطاع غزة بشكل شهري وبشكل سنوي،
مستدركاً "يومياً تدخل مركبات جديدة لغزة دون دراسة صحيحة ولا يوجد إتلاف
للمركبات القديمة المترهلة".
وأوضح
أن السبب في ذلك عدم الخوض في الدواعي الاقتصادية والاجتماعية لكن هذه المركبات
سبب رئيسي في زيادة الحوادث وارتفاع عدد ضحاياها، بحسب المقدم حرب.
ونفى
مفتش تحقيقات الحوادث في شرطة المرور وجود أي أرقام رسمية حقيقية لعدد المركبات
الموجودة في القطاع سواء سيارات أو دراجات نارية، مشيراً إلى أنه لا يتم أي إتلاف
للسيارات القديمة والمتهالكة.
وزاد
في حديثه "لا يوجد يوم خالٍ من الحوادث وتقع حوادث مرورية بشكل يومي في غزة بمعدل
40
حادثاً في مختلف المحافظات".
وزارة
النقل والمواصلات من جانبها أكدت على لسان مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في
الوزارة د. أيمن راضي سعيها الحثيث للحد من الحوادث المرورية في القطاع.
وأكد
أن المواصلات ستُشدد الرقابة على رخص القيادة وإيقاع أقصى العقوبات على من يُخالف
في ظل وجود نسبة 50
% من السائقين لا يملكون رخص القيادة اللازمة للسير على الطريق.
وشدَّد
على ضرورة تقيد السائقين بالفحص الفني لسرعة المركبة للحد من المشكلات على الطريق
والتأكيد على أهمية تطوير النظام المروري المتمثل بأفراد الشرطة ورفع ثقافتهم.
الحلول
وجوانب التوعية
وللتعرف
أكثر على حلول للحد من الحوادث المرورية، أكدت وزارة النقل والمواصلات سعيها لتكثيف
الأنشطة والفعاليات التوعوية وتعزيز ثقافة الإرشاد المروري للحد من الحوادث خلال
عام 2017.
وأشارت
الوزارة في دراسة أعدتها للحد من الحوادث إلى أنها ستستهدف شرائح مختلفة من
المجتمع بالتعاون مع الجهات والمنظمات المختلفة لتنفيذ مشاريع للحد من تلك
الحوادث، مضيفةً "يجب استغلال ما هو متاح من إمكانيات وتخصيص موازنات سنوية
لدعم الأبحاث الخاصة بالسلامة المرورية، وتخصيص ميزانيات لعمل شرطة المرور ورفدها
بالإمكانيات البشرية والمادية اللازمة".
وشددَّت
دراسة المواصلات على أهمية تكثيف نشاطات وفعاليات التوعية المرورية والإرشاد
بمخاطر الحوادث المرورية لكافة شرائح وفئات المجتمع، وإجبار السائقين على حضور ورش
عمل لتنبيههم بخطر تلك الحوادث، كما أوصت بتكثيف الدورات الشرطية في الأماكن
الحيوية وزيادة عدد الرادارات لكشف سرعة السيارات المخالفة.
بدوره
ناشد المقدم فهد حرب منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المختلفة وخطباء
المساجد بضرورة تكريس اهتمام أكبر في التوعوية المرورية بهدف الحد من الحوادث
المتكررة، ومساندة المرور في الجانب التوعوي.
من
جانبه، قال المحكم في حوادث المرور وليد الفرا "لا نستطيع الحد من الحوادث
المرورية في غزة بدون أخذ قرارات جريئة من الجهات المختصة لإعادة النظر في أسباب
هذه الحوادث المتكررة والازدحام المروري الكثيف في القطاع وزيادة أعداد السيارات
بشكل كبير".
وأضاف
"يجب تنفيذ حملات مرورية قوية للحد من الحوادث المرورية وتقليص نسبها
المرتفعة خلال السنوات الأخيرة".
الرائد
مصطفى الشاعر مدير معهد الإرشاد المروري في الشرطة أوضح أن 99% من سائقي الدراجات النارية غير حاصلين على رخص قيادة وغير ملمين
بنظم وإرشادات السير على الطريق لذلك يتسببون بحوادث مرورية مروعة.
وأضاف
"أطلقنا حملة النعش الناري واستهدفت كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني في
القطاع بالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات وجهات شبابية تطوعية بهدف الحد من
ظاهرة الحوادث المرورية".
وعزا
الهدف الأسمى لمعهد الإرشاد المروري إلى إيصال الثقافة المرورية لكافة شرائح وفئات
شعبنا ومختلف الفئات العمرية، كاشفاً عن نية المعهد بالتعاون مع وزارة المواصلات
إعداد منهج التربية والسلامة المرورية بشكل رسمي ومعتمد من وزارة المواصلات
والجهات المختصة ليستهدف المنهج كافة المراحل الدراسية في الجامعات
والمدارس".
وعلى
الرغم من وسائل التوعية المتعددة التي تعتمدها الجهات المختصة إلا أن الحد من
الحوادث المرورية في قطاع غزة يحتاج لقرارات جريئة ووقفة مسئولة للحفاظ على أرواح
المواطنين وعدم تحويلها إلى لقمة سائغة أمام المتهورين من سائقي "الأنعش
النارية".
ويقع
على المجتمع والأسرة دور كبير في التوعية والتثقيف المروري، كما يقع على عاتق سائقي
المركبات والدراجات النارية أمانة الالتزام بالسرعة المعقولة وتجنب السرعات
المفرطة التي تُعتبر من أخطر الظواهر المؤدية للحوادث المرورية المرعبة.