صور المشاريع الإنتاجية بمراكز الإصلاح والتأهيل .. نافذة خير للنزلاء وذويهم

30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 الساعة . 11:30 ص   بتوقيت القدس


خان يونس / الداخلية / رائد حماد:

تسعى مراكز الإصلاح والتأهيل إلى تحقيق رؤيتها ورسالتها المتمثلة في إصلاح النزيل وتأهيله حتى يخرج بعد قضاء محكوميته وهو قادر على الاندماج في المجتمع ولعب دور إيجابي فيه.


وتعمل  مراكز الإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية والأمن الوطني على استثمار الفترة التي يقضيها النزيل داخل المراكز، وتغيير سلوكه النفسي، ومحاولة إعادته مواطناً صالحاً يخدم وطنه ويعمل على تطويره.

دمج النزلاء
 

وفي هذا الصدد، أوضح الرائد علاء داود مدير وحدة التشغيل والتدريب المهني في مديرية الاصلاح والتأهيل أن مشروع النزيل المنتج ساهم بشكل كبير في عملية تأهيل وإعادة دمج النزلاء في المجتمع من جديد.
 

وأشار داود إلى أن من ضمن هذه المشاريع "مشروع زراعة الأراضي الزراعية بمساحة 55 دونماً ومشروع مصنع البلوك ومزارع الدواجن، بالإضافة إلى استراحة النزلاء التي يتعلم النزيل من خلالها على كيفية العمل في الاستراحات وتقديم الخدمات، لافتاً إلى استفادة 200 نزيل منتج من هذه المشاريع بمحافظة خان يونس.
 

وقال الرائد داود "نهدف من خلال هذه المشاريع إلى تعليم النزلاء حرفة يعتاشون من ورائها لمساعدة أسرهم من خلال مشاريع إنتاجية تعود على أهل النزيل بالعائد المادي".
 

وذكر أن النزيل المنتج يتلقى أجراً مقابل عمله في المشاريع الانتاجية حيث يتلقى النزيل المنتج في الزراعة 5 شواكل مقابل ساعة العمل و30 شيكل في مصنع البلوك، مشيراً إلى أن النزيل يتعلم فلاحة الأراضي والزراعة وكيفية العمل داخل مصانع البلوك.
 

وبخصوص الفائدة النفسية والمهنية من عمل النزيل فترة السجن أكد داود أن حجز أي شخص داخل أسوار السجن يُؤثر بشكلٍ سلبي على الحالة النفسية والمجتمعية للنزيل وعائلته، لاسيَّما بعدما يفقد عمله نتيجةً للحبس، الأمر الذي حدا بمديرية الإصلاح والتأهيل إلى خلق فرص عمل لهؤلاء النزلاء بحيث تكون الاستفادة مزدوجة من الناحيتين النفسية والمهنية، فضلاً عن العائد المادي.
 

تشغيل وتدريب
 

في سياق متصل، أوضح داود أن هذه المشاريع تهدف إلى تدريب وتشغيل العديد من النزلاء لإكسابهم الخبرات في مجال المزروعات والري وتربية الدواجن وغيرها من المهن والحرف اليدوية.
 

وأكد داود أن هذه المشاريع الإنتاجية أدت الى تغيير واضح في سلوك النزلاء المنتجين للأفضل وتحسين حالتهم النفسية.
 

ولا يقتصر اهتمام مديرية مراكز الإصلاح والتأهيل على المشاريع الإنتاجية فحسب، بل تعمل وفق برامج عديدة منها: مشروع محو الأمية للنزلاء، ومشروع إكمال التعليم الجامعي، فضلاً عن الدورات التربوية والتأهيلية ودورات أحكام التلاوة والتجويد، إلى جانب وجود مخيطة للنزلاء، ومصنع للمعجنات. 
 

ولفت إلى أن مشروع النزيل المنتج يُساهم بشكل كبير وفعَّال في عملية إعادة دمج النزيل في المجتمع من جديد وهو _عنصر بناء_ يمتلك حرفه ومهنة تُعينه على الابتعاد عن السلوكيات غير القانونية.
 

وأكد أن مراكز الإصلاح تسعى بشكل متواصل إلى إيجاد طرق وآليات للاستفادة من طاقات النزلاء المعطلة والغير مستغلة، وخروجهم من حالتهم النفسية المتردية، حتى يصبحوا معاول إنتاج للمجتمع.
 

روح العمل
 

بدوره، أكد المقدم باسم الفالوجي مدير مركز الإصلاح والتأهيل بمحافظة خانيونس أن الهدف من المشاريع الإنتاجية غرس روح العمل لدى النزلاء.
 

وقال المقدم الفالوجي : "تعويد النزيل على  العمل يغرس في نفسه حالة إيجابية جديدة"، مشيراً إلى وجود شروط يجب أن تتوافر في النزلاء للعمل ضمن هذه المشاريع الإنتاجية.
 

من جانبه، قال النزيل (أ. ع) 48 عاماً إن عمله في المشاريع الإنتاجية ساهم بشكل كبير في حفظ لعائلته كرامتها، وضمن لها عدم الحاجة لطلب العون من الناس.
 

وأشار الى أن إدارة المركز أدرجته ضمن برنامج المشاريع الإنتاجية نظراً لوضعه الاقتصادي الصعب، لافتاً إلى أن ذلك ساهم بشكل كبير في إعالة اسرته وتغطية نفقاتهم.
 

ولفت إلى أنه اكتسب الخبرة خلال عمله في الفلاحة والزراعة وتربية الدواجن والعمل في مصانع البلوك.
 

يشار إلى أن مديرية الإصلاح والتأهيل تُنظم أيام ورحلات ترفيهية إلى جانب أنشطة رياضية متنوعة للترفيه عن النزلاء وتفريغ طاقاتهم، حيث نظمَّت مؤخراً بطولةً لكرة القدم بين جميع المراكز في قطاع غزة.