غزة/الداخلية:
رعت وزارة الداخلية والأمن الوطني، عصر أمس الأحد صلحاً عشائرياً بين عائلتي البحطيطي وقديح، في مسجد صلاح الدين في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
ويأتي الصلح العشائري لرأب الصدع بين العائلتين، بعد الحادث المؤسف الذي أودى بوفاة الطفل براء مازن البحطيطي، حيث تكرَّمت عائلة البحطيطي بالعفو التام من عائلة قديح لوجه الله تعالى وتعبيراً عن أصالتها.
وحضر الصلح العشائري، اللواء توفيق أبو نعيم مدير عام قوى الأمن الفلسطينية، والحاج أبو ناصر الكجك مستشار وزير الداخلية لشؤون العشائر والإصلاح، وجمع من قادة الوزارة، ووجهاء العائلتين، وأعيان ومخاتير محافظات قطاع غزة.
بدوره قال اللواء أبو نعيم: "هذه لحظات جميلة وسعيدة فهي تجمعنا على خطاً سليمة، نتاجها إصلاح ذات البين، وترطيب القلوب، وتسكين الألآم، وتطيب الجروح، بين العوائل الفلسطينية".
وأكد أن رجال الإصلاح يواصلون الليل والنهار، من أجل الحفاظ على النسيج المجتمعي والإصلاح بين الناس؛ قائلاً "قد ينام صاحب القضية لكن رجل الإصلاح لا ينام".
وأضاف: "إن رجل الإصلاح يكون أسعد الناس في هذه اللحظات، فهو من كان له دور الإصلاح بين الناس، ليبني مجتمعاً لا كراهية فيه".
وشكر أبو نعيم كل من ساهم في إتمام هذا الصلح العائلي، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية لا تعرف اليأس في علاجها للقضايا مهما طالت السنوات عليها.
بدوره أكد الحاج أبو ناصر الكجك على ضرورة تكريس هذه العادات والتقاليد التي تنم عن أصالة هذه الشعب، وأن يرغب الناس بالعفو والصلح خاصة في حوادث الطرق.
ووجه الكجك شكره الجزيل لعائلة البحطيطي لعفوهم، ولعائلة قديح لإسراعهم بإرسال رجال الإصلاح، سائلاً الله تعالى أن يعوض آل البحطيطي خيراً مما تركوا.
وفي كلمة لرجال الإصلاح في محافظة خانيونس، شكروا خلالها عائلة البحطيطي الذين استجابوا للقضاء والقدر منذ حدوث الحادث المؤسف.
وقالوا: "لقد تربينا وأخذنا بوصايا آبائنا في العادات والتقاليد والعفو والمسامحة، ونود أن تتنافس الناس في العفو".
من جانبها أكدت عائلة البحطيطي على لسان مختارها، على العفو والمسامحة في الدنيا والاخرة عن عائلة قديح؛ محتسبةً ابنها عند الله تعالى.
ودعت عائلة البحطيطي جميع العوائل الفلسطينية، أن يحذو حذوهم وأن يسارعوا بالعفو بين الناس للحفاظ على النسيج المجتمعي".
من جهتها ثمّنت عائلة قديح، كَرمْ وعفو عائلة البحطيطي، الذين قبلوا بقضاء الله وقدره، مشيدين بدور رجال الإصلاح الذين كان لهم جهود كبيرة في هذا الصلح العائلي.