غزة/الداخلية:
على أرض غزة يولد الرجال، وخير أولئك الرجال ذلك الكريم بعبادته لربه، الشهيد عبد الكريم سعيد وهبة، ولد شهيدنا في الرابع والعشرين من فبراير من العام 1984م في مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية وهو الابن الأكبر لعائلته، ونشأ وترعرع في أحضان أسرة ملتزمة، تعود جذورها الى بلدة اللد المحتلة.
صفاته
عاش شهيدنا طفولة كان حاضراً فيها هدوئه، وطيبة قلبه، وطاعته لوالديه، فتلك الخصال وغيرها من شخصية هذا الشهيد، كبرت خلال محطات حياته فلم تكن لمرحلة الطفولة، فقد ربطته علاقة ملؤها الاحترام المتبادل مع إخوته، وجيرانه واقربائه، فغاب لكنه حياً في بصماته التي تركها تشهد على لمساته الطيبة في خلقه الكريم، وحيائه اللطيف، فهو الملتزم منذ صغره في المسجد ،حيث تربى على موائد القرآن وحلق الذكر.
حياته العلمية والعملية
درس شهيدنا المرحلة الابتدائية والإعدادية في الأراضي الحجازية، وفي تلك المرحلة كانت شخصيته يملؤها الهدوء، حتى التحق بالثانوية وتغيرت شخصيته ،فبدأت تندمج أكثر في المجتمع ،حتى عادت عائلته إلى أرض غزة في مخيم النصيرات وسط القطاع ،بعد أن حصل على شهادة الثانوية العامة بنجاح ،التحق بكلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية في قسم صيانة الحاسوب ،ليدرس فيها لمدة سنتين ويحصل على شهادة الدبلوم المتوسط .
عمل شهيدنا في بداية حياته المهنية في قوة حراسة المحررات بعد انسحاب العدو الصهيوني من أرض القطاع في 2005م، ثم عمل في جهاز الأمن والحماية ،إدارة أمن المنشآت ،ومن ثم التحق في صفوف شرطة الحراسات في مدينة غزة ،فكان إدارياً ،إلى أن انتهى بفرع شرطة حراسات المنطقة الوسطى في مركز أبو مدين ،فتعددت تنقلات شهيدنا لنشاطه الدؤوب ،وحرصه الدائم على أداء عمله على اكمل وجه .
موعد مع الشهادة
لا تدوم الحياة لأحد ،فالنهاية لا بد أن تكون ،لكن نهاية أولئك الرجال أمثال شهيدنا عبد الكريم تختلف ،فهو من أولئك العظماء الذين حافظوا على أمن الوطن ،ففي السابع والعشرين من ديسمبر من العام 2008 وعند إشعال فتيل الحرب على غزة ،جثت طائرات الاحتلال الصهيوني الحاقدة بصواريخها ،على كافة المقرات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في كافة محافظات القطاع ،لتقصف تلك المقرات ،وتقتل جنودها الميامين ،أولئك الجنود الذين غيروا معادلة الأمن في القطاع ،إلى إرباك في صفوف العدو ،ومن بين الجنود الشهداء ،عبد الكريم وهبة ،فقد ارتقى عبد الكريم شهيداً وهو على رأس عمله في مقر أبو مدين في المنطقة الوسطى ،فسلام لروحك الطاهرة يا شهيد سموت إنا لاحقون .