الشهيد فريد الحلو قدَّم روحه ليحيا وطنه

23 أكتوبر/تشرين الأول 2016 الساعة . 11:44 ص   بتوقيت القدس

 

غزة/الداخلية:

ما أجمل أن يكون للوطن رجال يقدمون الغالي والنفيس في سبيل أن يحيا بعزٍ وحرية، كشهيدنا فريد الحلو، الذي وُلد في العشرين من سبتمبر لعام 1984م في حي التفاح بمدينة غزة، ليضفي جواً من المحبة والمودة بين عائلته.

 

صفاته

فريدٌ في خلقه وحيائه، فسماته تعكس اسمه، حيث كان يتمتع بعلاقات جيدة مع عائلته، يبحث دائماً عن رضا والديه، وبين إخوته تجده ذلك المتسامح، الصبور، ذاته دمث الخلق، فدائرة علاقاته الطيبة لم تقتصر على أهل بيته، فكان يجامل الجميع في حسن معاملته مع أقربائه وجيرانه، فيطبع بابتسامته المميزة على وجوههم .

 

التميز في علاقات فريد الطيبة نبعت من التزامه منذ الصغر في مسجد الرحمة، حيث كان صواماً قواماً، يحرص على حضور صلاة الجماعة، وحلقات الذكر.

 

حياته العلمية والعملية

حمل فريد الحقيبة المدرسية لتدخل حياته مرحلة جديدة في بناء شخصيته، فدرس الابتدائية والإعدادية، والتحق بالثانوية، ومن ثم تخرج من الثانوية العامة بنجاح وودع معلميه الذين شهدوا له بطبعه الحسن والتزامه.

 

التحق بالجامعة في قسم الدراسات الإسلامية، فكانت تلك المرحلة مميزة في حياته من خلال توفيقه بين محاضراته الجامعية وعمله، ونجح في أن يكتسب العلم والعمل، فحصادهما كان إشراقاً ونوراً.

 

عمل شهيدنا في مهنة الكهرباء قبل أن يلتحق بالعمل في وزارة الداخلية، ومن ثم انضم عقب الانتخابات البرلمانية إلى جهاز الحراسات في المحررات، وقد كان مثابراً في تأديته لعمله، لا يكل ولا يمل في تميزه ونشاطه.

 

موعد مع الشهادة

السعي للشهادة بات حقيقة في حياة شهيدنا فريد، ففي الخامس عشر من يناير لعام 2009 وأثناء اشتعال حرب الفرقان في ذلك الشتاء الأحمر، خرج فريد نيابةً عن زميله الذي اعتذر لمرضه، فكان مرابطاً في منطقة أبراج تل الإسلام، بالقرب من برج الأسرى.

 

أراد القفز من محيط البرج إلى مدرسة العلمي، لكنه لم يستطع لعلو الحائط، فلاحظته طائرة استطلاع صهيونية، فأطلقت عليه صاروخ، ليستشهد هو وزميله في الرباط، ويرتقي إلى علياء ربه شهيداً بعد رحلة من التضحيات الجسيمة.