غزة/الداخلية:
كخلية نحلٍ يعملون، وبسواعدهم الأبية وقلوبهم النقية وقوة عزيمتهم، يُلبِّي منتسبو الإدارة العامة للإمداد والتجهيز بالشرطة الفلسطينية، احتياجات إدارات ودوائر الشرطة المختلفة، رغم المُعيقات التي لا يُمكن لها أن تقف حائلاً أمام إنجاز عملهم على أكمل وجه.
ووفق رؤيتها المرجوة، تتطلع الإدارة العامة للإمداد والتجهيز بالشرطة للوصول إلى أفضل درجةٍ من الإشباع للاحتياجات العامة، تحقيقاً لأسمى متطلبات الأمن الاجتماعي.
الاكتفاء الذاتي
وفي هذا السياق يؤكد العقيد سامي صالح، مدير إدارة الإمداد والتجهيز بالشرطة، على سعيهم الدائم لبناء جهاز شرطي متكامل، من خلال الحفاظ على ديناميكية العمل، واستكمال النواقص، وتوفير مخزون تكتيكي واستراتيجي، وسد جميع احتياجات ومتطلبات الشرطة، فضلاً عن ترميم البناء الداخلي وتقويته وتمكينه.
وأضاف: "هدفنا يتلخص في تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال توفير المأكل والمشرب والملبس والأثاث والمعدات وغيرها من اللوازم الخاصة بأجهزة الشرطة، الأمر الذي من شأنه أن يكفل استمرارية العمل الشرطي لخدمة المواطنين".
وأوضح العقيد صالح أن إدارته تعمل باستمرار على تطوير وحدات الدعم الفني "المكتبي والميداني"، من خلال زيادة عدد الفنيين والمهنيين، والارتقاء بمستواهم العملي وإلحاقهم بالدورات التدريبية، وذلك لخلق حالة من الفاعلية داخل المؤسسة الشرطية على نفس المستوى سواءً في حالات السلم أو الحرب.
وأشار إلى أن إدارته تُنجز كافة المهام المكلفة بها بالتنسيق التام مع الإدارات المعنية، وخصوصاً الإدارة العامة للإمداد والتجهيز بوزارة الداخلية، فيما يتم إطلاع مدير الشرطة اللواء تيسير البطش على كافة الاحتياجات اللازمة لمخاطبة الجهات المعنية وتوفيرها.
كفاءة عالية
وتضم الإدارة العامة للإمداد والتجهيز بالشرطة أربع دوائر هامة تقوم على تأمين احتياجات إدارات ودوائر ومراكز الشرطة على مستوى المحافظات الخمسة.
وتأتي دائرة الهندسة والإنشاءات في مقدمة تلك الدوائر، حيث يقع على عاتقها معاينة مقرات الشرطة وإنشاء التصاميم الهندسية الخاصة بها، ومن ثم الإشراف على تنفيذ الأعمال الإنشائية من صيانة وترميم وتجهيز على أعلى المستويات.
وأوضح العقيد صالح أن دائرة الهندسة أشرفت على ترميم وبناء العديد من مقرات وإدارات الشرطة، لاسيَّما بعد استهدافها في العدوان الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014، وكان آخرها تجهيز مقري مدير الشرطة ومركز شرطة غرب خان يونس وفق أحدث المواصفات.
وشدد على أنهم مستمرون في تحقيق النجاحات المتتالية، رغم الاستهدافات المتكررة لمواقع وإدارات الشرطة على مدار السنوات السابقة، ولن يتوانوا لحظةً واحدة عن توفير الدعم الكامل لمواصلة مشروع البناء والتعمير.
وتحتوي الدائرة _أيضاً_ على ورشة نجارة، لإنتاج أجود أنواع الأثاث المكتبي ومتعلقاته، إلى جانب ورشة الحدادة التي تقوم بإنجاز كافة الأعمال المنوطة بها بكفاءةٍ عالية.
أما دائرة التموين فتتلخص مهمتها في الإشراف على استلام التموين اليومي والشهري، ومتابعة تخزين وصرف الاحتياجات التموينية وفق النظام والحصص المخصصة.
وتعمل دائرة التسليح على متابعة عُهد السلاح الخاصة بالضباط والأفراد، وإكمال أي نقص في الذخيرة قد ينتج عن تدخل قوات الشرطة لحل بعض الإشكاليات، بالإضافة إلى إصلاح الأعطال الميكانيكية للأسلحة من قِبل مختصين في قسم الصيانة.
وتقع المهمة الأكبر على كاهل دائرة اللوازم والمستودعات، والتي تختص بإدارة مقدرات الشرطة من "أثاث، وأجهزة، وملابس، وقرطاسية، ومياه عذبة، وغيرها من المستلزمات الضرورية".
إنجازات رغم الصعوبات
يُشار إلى أنه تم استحداث قسم المطبوعات ضمن دائرة اللوازم والمستودعات قبل ستة أشهر، ويُشرف هذا القسم على طباعة كافة النماذج الورقية الخاصة بالشرطة، حيث تم طباعة أكثر من مليون ومائتي ألف نسخة ورقية منذ بداية عمل المطبعة.
وفي إحصائية عدديةٍ أخرى، لفت العقيد صالح إلى أن دائرة اللوازم تزود إدارات الشرطة يومياً بما يزيد عن 25 ألف لتر من الميـاه العذبة في محافظة غزة فقط، بما يُعادل 750 ألف لتر شهرياً، فيما يتم تزويد المحافظات الأخرى بكميات مختلفة.
وبسؤاله عن المعيقات التي يواجهونها خلال عملهم، بيَّن صالح أن الاحتلال وحصاره المضروب على قطاع غزة منذ ما يزيد عن تسع سنوات يُعد عائقاً أساسياً في مسيرة عملهم، مُضيفاً: "لا نُغفل كذلك قلة الموارد المادية وشُحها وخصوصاً في الفترة الأخيرة بالتزامن مع الوضع المالي الصعب في ظل تنكر حكومة الوفاق الوطني لمسؤولياتها اتجاه قطاع غزة".
وفي ختام حديثه وجَّه العقيد صالح شكره الجزيل لكافة العاملين في المديرية العامة للإمداد والتجهيز بالشرطة على ما يقدمونه من جهودٍ مستمرة وعطاءٍ لا ينضُب، داعياً إياهم إلى بذل المزيد من الجهد لتقديم الخدمات المتوفرة لمنتسبي الشرطة لتمكينهم من مواصلة خدمتهم لأبناء شعبنا.