دمعة سجين "إياد": "البانجو" أفقدني مصدر رزقي وثمان سنوات من عمري

26 سبتمبر/أيلول 2016 الساعة . 12:24 م   بتوقيت القدس

شمال غزة/ الداخلية/ إياد رضوان:

"إياد".. شاب في مطلع الأربعينيات من عمره، متزوج ولديه أسرة مكونة من عشرة أفراد، يقبع داخل مركز إصلاح محافظة شمال غزة منذ عام 2011 على خلفية الإتجار بالمخدرات من نوع "البانجو".

 

بدأ إياد سرد قصته منذ بدايتها، حينما ذهب إلى جمهورية مصر العربية لجلب بضاعة يتاجر بها من خلال سوبر ماركت كان يملكه, إلا أنه وقع في شرك الاتجار بالمخدرات بعد خداعه من قبل البعض أنها تفيد في الأغراض الجنسية.

 

يقول إياد والأسى يخيم على ملامحه: "لم أكن أعاني من أي مشاكل صحية أو جسدية لكي أتعاطى هذه السموم ولكنني اعتقدت أن تعاطي هذه المادة يفيد في الأغراض الجنسية ولكني لم أعلم أنها تسبب الكثير من المضار الصحية والجسدية فضلاً عن الأعباء المالية".

 

يتابع: "وضعي المادي كان بحالة ممتازة قبل توقيفي فكنت أمتلك سوبر ماركت وصالون حلاقة ولم أكن اعاني من الفقر، لكنني دفعت ثمن خطأي هذا أملاكي وسنوات من عمري!".

 

وأوضح إياد أن عملية ضبطه تمت بعدما قام بجلب كيلو من البانجو من مصر وقام بتسويقها لبعض زبائنه بشكل سري من خلال العمل في السوبر ماركت, إلا أن أحدهم قام بالإبلاغ عنه, مما أدى لاعتقاله وضبط كمية البانجو التي بحوزته.

 

ويُعد الكيلوجرام واحد من بذور نبتة القنب الهندي "البانجو" كفيلاً بإنتاج كمية كبيرة من شتلة البانجو تزيد عن ألف شتلة, حيث أن المتعاطين يبررون استخدام المخدرات بشتى أنواعها للأغراض الجنسية وهذا غير دقيق، بحسب مختصين.

 

يضيف إياد والحزن يعتري قلبه: "بعد اتخاذ الإجراءات القانونية بحقي وعرضي على المحكمة صدر بحقي حكم بالسجن لمدة ثمان سنوات, وكان وقع هذا الحكم علي كالصاعقة فلم أكن اعلم أن قضيتي كبيرة بهذا الحجم".

 

كما لم يعلم إياد أن الاتجار في البانجو يُعد جناية يعاقب عليها القانون بالحبس مدة تتراوح ما بين "3 - 15" سنة.

 

واستطرد إياد قائلاً: " دَمرتُ حياتي بنفسي بسبب التعامل مع هذه المخدرات, فبعد صدور الحكم وسجني، اضطررت لبيع جزء من أملاكي لتسديد تكاليف المحامي والإجراءات, ولعدم وجود من يدير مصالحي من بعدي وتم إغلاق السوبر ماركت وصالون الحلاقة وبيتي الآن دون مصدر رزق وكل ذلك بسببي".

 

واستدرك إياد أن أسرته تعتاش الآن من راتب خصص لها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية حفاظاً عليها، ولكن هذا الراتب لا يكاد يسد رمَقَها ولا تغطي تكاليف الحياة المرهقة, مُحذراً كل من يفكر بالإتجار أو تعاطي هذه المواد السامة بالابتعاد عنها لأنها سبب دمار وضياع كل شيء.

وتُعد مادة "البانجو" من المخدرات التي يتم خلطها بمواد أخرى, والمادة الفعالة بها يرمز لها (t h c) وتتسبب بتلف خلايا الدماغ عند الاستخدام المتكرر لها، بحسب مسؤول ملف علاج مدمني المخدرات بشرطة مكافحة الشمال الرائد غسان عوض.

 

كما أن جميع المخدرات بشكل عام تستهدف التركيز على الجهاز العصبي المركزي إلى جانب الكثير من المخاطر الاجتماعية والنفسية والاسرية والاقتصادية.

 

جدير بالذكر أن النزيل إياد تم دمجه في مشروع النزيل المنتج قبل ثلاث سنوات, وذلك لحسن سيره وسلوكه داخل السجن, حيث عمل في مجال الزراعة مقابل مبلغ مالي يعود بالنفع عليه وعلى أسرته.

 

ختاماً.. نصح النزيل إياد كل الناس بالابتعاد عن طريق المخدرات وعدم تبرير استخدام هذه المواد الضارة، فنهاية طريقها ندامة وهلاك لصاحبها وأهله، كما أهاب بجميع المتعاطين والمتاجرين بها بتركها والكف عن نشر هذه السموم القاتلة بين أبناء شعبنا.