"النزيل المنتج".. مشروعٌ إصلاحي هدفه تغيير سلوك النزلاء

24 أغسطس/آب 2016 الساعة . 11:36 ص   بتوقيت القدس

 

الوسطى/ الداخلية/ أمير الأشرم:

نشأت فكرة النزيل المنتج في مراكز الإصلاح والتأهيل بمحافظات قطاع غزة للعمل على استغلال فترة سجن النزيل، وتغيير سلوكه النفسي، ومحاولة إعادته لمواطن صالح يخدم وطنه ويعمل على تطويره.

 

ومن أهم البرامج التي تعمل على تغيير سلوك النزيل هو إكسابه مهنة أو حرفة يكسب منها قوته وقوت عائلته، سواءً أثناء فترة سجنه أو بعد انتهاء محكوميته وانخراطه مرةً أخرى في المجتمع.

 

أهدافٌ إصلاحية

وفي هذا السياق قال مدير مركز الإصلاح والتأهيل بالمحافظة الوسطى الرائد سفيان أبو شرار: "عرف الإنسان السجون منذ فترةٍ قديمة واختلف هدف وجودها من حقبةٍ لأخرى، وفي السابق كانت تختص السجون بالتحفظ على النزيل لقضاء فترة العقوبة، ومنع تكرار ارتكاب الجرائم لتحقيق الردع الخاص والعام فقط".

 

وأضاف: "أما اليوم وبالإضافة إلى ما سبق تهدف المديرية العامة للإصلاح والتأهيل إلى إخضاع النزلاء لبرامج تهدف لإصلاحهم وإعادة تأهيلهم واندماجهم في المجتمع، ومن خلال ذلك جاءت فكرة النزيل المنتج".

 

وبخصوص الفائدة النفسية والمهنية من عمل النزيل فترة السجن أكد مدير مركز الإصلاح والتأهيل بالوسطى أن حجز أي شخص داخل أسوار السجن تؤثر بشكلٍ سلبي على الحالة النفسية والمجتمعية للنزيل وعائلته، لاسيَّما بعدما يفقد عمله نتيجةً للحبس.

 

وتابع أبو شرار: "لذلك تكفلنا كمراكز إصلاح بتعليم النزيل مهنة يستطيع من خلالها رفع المستوى المعيشي وإعانة أسرته في الخارج، ومن ثم الخروج للمجتمع شخص سوي ومنتج يستطيع مواجهة صعوبات الحياة، وبذلك نضمن عدم عودته لحياة الإجرام مرةً أخرى".

 

مصنع الخياطة

وأفاد الرائد سفيان أبو شرار أن من أهم البرامج التي يتم من خلالها تفريغ طاقات النزلاء "مصنع الخياطة"، والذي تم تأسيسه لمساعدة النزلاء وتعليمهم مهنة الخياطة.

 

ويتوفر في المصنع (15) ماكينة خياطة، بالإضافة إلى عددٍ من النزلاء الذين يتقنون مهنة الخياطة، حيث يتم تعليم الخياطة لنزلاء جدد من باب إكسابهم المهنة، والعمل داخل المصنع وخارجه بعد انتهاء مدة الحكم.

 

ونوه أبو شرار إلى أن الضابط المسئول عن متابعة مصنع الخياطة يعمل على التنسيق مع المصانع والمؤسسات المدنية والحكومية لتوفير مواد تشغيلية للمصنع لضمان استمرارية العمل به، كذلك يتم تسويق المنتجات عن طريق نفس المؤسسات.

 

وفيما يتعلق بالعائد المادي من المصنع يتم تقسيمه بين النزيل والمؤسسة، وذلك حسب الدخل الوارد من الأعمال التي يتم إنجازها خلال الشهر، ناهيك عن منح النزلاء العاملين بالمصنع إجازة كل أسبوع لتحفيزهم على الاستمرار في عملهم وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

 

سلوك النزيل

ولفت الرائد أبو شرار إلى أن إدارة المركز لاحظت تغيراً ملموساً في سلوك النزلاء المنتجين للأفضل، وذلك من خلال التواصل المستمر مع الضابط المسئول عن متابعة العمال في مصنع الخياطة والسؤال باستمرار عن سلوك النزيل.

 

وفي ختام حديثه، أشار أبو شرار إلى أنهم يطمحون إلى زيادة عدد البرامج المقدمة للنزلاء، لزيادة أعداد النزلاء المستفيدين من هذه البرامج، من أجل مستقبل أفضل لهم، فضلاً عن رفع الروح المعنوية لديهم، وجعلهم عناصر منتجة وليست مُستهلكة فقط.