غزة/ الداخلية/ هنادي كرسوع:
يواصل ذوو الزي الأزرق عملهم تحت الأمطار غير مُبالين بهطولها على رؤوسهم وغير مهتمين بتبلل زيهم، فأهمية عملهم تجعلهم يتحدون الصعاب والأزمات حتى الأحوال الجوية السيئة للقيام بواجبهم وتنفيذ مهامهم على أكمل وجه.
يحرصون على حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم والمحافظة على سلامتهم، على مدار الساعة وفي أحلك الظروف، من خلال تنظيم الحركة المرورية للحد من الحوادث المرورية.
رقيب أول "محمد أبو ريالة" أحد عناصر شرطة المرور يقف تحت الإشارة الضوئية على مفترق السرايا - الأكثر حركةً وازدحاماً بغزة - مُلوحاً بيده منظماً حركة السير ومتابعاً مرور السيارات والمشاة رغم تواصل هطول الأمطار الغزيرة.
ويؤكد أبو ريالة، ورغم صعوبة عمل شرطة المرور، على ضرورة تواجده وزملائه في الميدان سواء في ظل الحرارة الشديدة أو البرد القارس أو حتى في أوقات التصعيد مع الاحتلال، وفي ظل انقطاع الرواتب واشتداد الأزمات التي يمر القطاع المحاصر.
إلا أن كل ذلك لم يفتّ في عضد "محمد"، ولم يمنعه من أداء عمله الذي يعدّه مسئولية وواجباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً تجاه شعبه، على الرغم من أن تعرضه للمطر المباشر قد يعرضه للمرض.
وتسعى الإدارة العامة لشرطة المرور بالقدر المستطاع لتوفير الستر الواقية من المطر لعناصرها، متحدية نقص الموازنات التشغيلية وأزمة الرواتب.
ويشير "أبو ريالة" إلى أن عمله في شرطة المرور لا يقتصر على وقوفه الساعات الطوال في على المفترقات تحت الأحوال الجوية السيئة، بل هناك العديد من المهام منها متابعته للمخالفات المرورية وتجاوز إشارات المرور من قبل السائقين، وكذلك يتفقد اتباع إجراءات الأمان لدى السائقين لحماية أرواحهم وممتلكاتهم.