شمال غزة/ الداخلية/ حمدي لبد:
تهتم هيئة التوجيه السياسي والمعنوي التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني بملف النزلاء من خلال إعادة تأهيلهم بمركز تأهيل وإصلاح الشمال سلوكياً وأخلاقياً من أجل إعادة دمجهم في المجتمع.
وعكفت هيئة توجيه الشمال على تكثيف الجهود والطاقات لخدمة النزلاء من خلال عقد العديد من الدورات العلمية والدينية والتربوية للنزلاء بهدف الارتقاء بهم وتقويم سلوكهم، وذلك عن طريق تقديم الخدمات والبرامج الاجتماعية والثقافية والتدريبية.
وبهذا الخصوص, أكد مدير هيئة التوجيه السياسي والمعنوي بحافظة الشمال الأستاذ ناصر أبو زايدة على اهتمام الهيئة بملف النزلاء والشعور بالمسئولية المهنية والواجب الاجتماعي نحو النزيل باعتبارها خطوة من خطوات التأهيل وإخراج النزلاء من عزلتهم ومن أجواء الحجز داخل المراكز وإدخال البهجة والفرح إلى قلوبهم ومساعدتهم على تحسين سلوكهم لإعادة دمجهم في المجتمع.
وقال أبو زايدة: "نسعى دائماً إلى تقديم المساعدة للنزلاء قدر الإمكان من خلال إصلاح النزلاء مع ذويهم بسبب عدم زيارتهم داخل المركز , وكذلك التخفيف من معاناة أُسر النزلاء أصحاب الأوضاع الاقتصادية والمادية الصعبة , فضلاً عن غياب معيل الأسرة وهو النزيل حيث يتم التواصل مع الجمعيات الخيرية لتقديم المساعدات لهذه الأسر".
وأضاف: "نساعد بعض النزلاء من أصحاب الذمم المالية في تسديد ديونهم عن طريق إيجاد كفلاء ومتبرعين لهم من فاعلي الخير ليتم الإفراج عنهم".
من جانبه, أوضح مسئول ملف النزلاء بالهيئة الرائد سامي العطعوط أن عمل الهيئة يتركز على عدة جوانب تستهدف النزلاء من ضمنها الجانب الديني والأمني والتربوي والعلمي.
ونوه العطعوط إلى أن الهدف من الدورات الدينية والتثقيفية والعلمية هو الارتقاء بالوازع الديني وتحسين المستوى الفكري والتعليمي وتهذيب نفوس وسلوك النزلاء وتحسين أخلاقهم، ليكونوا صالحين ونافعين لدينهم ووطنهم.
وذكر أن المحاضرات والبرامج المقدمة للنزلاء في النظارات ومركز إصلاح وتأهيل الشمال تتحدث عن صفات وأخلاق المسلم، وآداب الحديث والإخلاص والأمانة والوفاء والرحمة والصدق والحياء وكيفية اختيار الصديق وغيرها من المضامين الهامة.
وأشار إلى أن الهيئة تستهدف في أنشطتها كافة النزلاء والموقوفين والمحكومين في محافظة الشمال من خلال برنامج معد مسبقاً ، مبيناً أن الفعاليات تهدف إلى الاستفادة من وقت الفراغ لدى النزلاء.
وتهتم الهيئة بالجانب الديني للنزلاء من خلال عقد العديد من الدورات في تحسين التلاوة ومحاضرات دينية ودورات تربوية وكتائب إيمانية في كيفية العبادة الصحيحة والتقرب إلى الله وخشيته ليكونوا معول بناءٍ في المجتمع المسلم عند خروجهم من مراكز الإصلاح.
وعن الجانب الأمني قال العطعوط: "تم عقد محاضرات وندوات عن الإسقاط الأمني والتخابر مع العدو وكيفية تجنب الوقوع في براثن هذه الآفة".
ونوه إلى إنجاز الهيئة 315 نشاط من خلال إعادة تأهيل النزلاء عقائدياً عبر تقديم مجموعة من الدورات والأنشطة منها دورات في تعليم تلاوة القرآن وفقه الطهارة والصلاة، وتنظيم عدة كتائب إيمانية.
وفي إطار التخفيف والترويح عن النزلاء أقامت الهيئة العديد من الفعاليات والأنشطة والرحلات التي تهدف إلى تعزيز الجانب الإيجابي في حياتهم , وقد عكست طابعاً من الفرح والابتهاج لديهم خلال مشاركتهم الفاعلة في الفقرات المتنوعة، وتقديم العديد من الجوائز والألعاب والهدايا للنزلاء وأبنائهم لإدخال الفرح إلى قلوبهم.
من جانبٍ آخر تعمل الهيئة على تطوير أداء العاملين داخل مركز إصلاح الشمال من خلال دورات تدريبية في "فن التعامل مع النزلاء" للارتقاء بهم إدارياً وميدانياً من خلال منهج الدورة الذي يتضمن توضيح حقوق النزلاء في الإسلام ومعاملتهم بالأخلاق والرحمة.
تعاون مشترك
واختص دور توجيه الشمال في فعالية حملة "لا للتدخين" في عمل بوسترات جلدية تم تعليقها داخل المركز وتوزيع نشرات توعوية , بالإضافة إلى عقد سلسلة من الدورات والمحاضرات وورش العمل للنزلاء توضح أضرار التدخين.
وفي السياق ذاته تسعى الهيئة إلى إصلاح النزلاء الموقوفين مع أطراف الخلاف , وإنهاء الخلافات بينهم وذلك عن طريق لجان الإصلاح والعشائر بالشمال.
كما تهتم من الهيئة بالنزلاء من الناحية العلمية من خلال إعطائهم دروس "محو الأمية" لتنمية قدراتهم في الكتابة والقراءة , وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم التي تخصص معلمين أكفاء لإعطاء تلك الدروس.
من جانبه، شدد مدير مركز تأهيل وإصلاح الشمال المقدم جميل سمور على أهمية دور هيئة التوجيه السياسي والمعنوي ودورها البارز في إصلاح النزلاء وتقويم سلوكهم وذلك من خلال عقد ندوات ومحاضرات تثقيفية وإرشادية ووعظية تستهدف النزيل.
وألمح إلى انعكاس تأثير هذه المحاضرات والندوات على سلوك النزلاء وتهذيب أخلاقهم وسلوكهم داخل المركز.
وفي ختام حديثه شكر سمور العاملين في هيئة التوجيه السياسي والمعنوي بالشمال على ما يبذلونه من جهود طيبة في خدمة النزلاء والارتقاء بهم دينياً وأخلاقياً وتربوياً.
