غزة/الداخلية:
أكد اللواء محمود صلاح مدير عام جهاز الشرطة الفلسطينية أن الداخلية وأجهزتها الأمنية والشرطية تعمل حالياً في ظل ظروف استثنائية غاية في الصعوبة لمحاصرة انتشار فيروس "كورونا"
وأشار اللواء صلاح، خلال لقاء له على قناة الأقصى الفضائية عصر اليوم الأحد؛ للحديث حول الإجراءات المفروضة لمواجهة تفشي فيروس كورونا؛ إلى أن صلابة أبناء وزارة الداخلية وأداؤهم المهني والإنساني في الميدان يُثبت أنهم قدوة لكل العالم، برغم الحصار الذي طال جميع مناحي الحياة في القطاع.
ولفت إلى أن قطاع غزة جزء من العالم الذي أصيب بهذا الوباء، منوهًا إلى أن الشرطة وضعت الخطط اللازمة، منذ ظهور أول حالة داخل مراكز الحجر الصحي في بداية العام، والتي من خلالها تستطيع أن تتعامل مع كل مرحلة يتفشى فيها الوباء.
وأضاف: "حالياً يتم تطبيق الخطة الخاصة بمرحلة اكتشاف حالات داخل المجتمع "خارج مراكز الحجر"، وفق ما يتناسب معها، وبالتعاون مع الوزارات والأجهزة الحكومية المختصة".
مرحلة جديدة
وحول عمل جهاز الشرطة خلال هذه المرحلة؛ قال اللواء صلاح: "وصلنا لمرحلة جديدة من العمل بعد اكتشاف حالات مصابة بالوباء خارج مراكز الحجر، وهذا يُشكل عبئاً كبيراً على عناصر الشرطة، لكننا واثقون بقدرة مجتمعنا على تجاوز هذه الأزمة".
وأكد أن ضباط وعناصر الشرطة منتشرون في كافة الأماكن داخل القطاع، من أجل حصر الوباء، بالتعاون مع باقي الأجهزة الأمنية والوزارات ذات العلاقة.
وأوضح اللواء صلاح أنه تم استنفار ما يقرب من 10 آلاف عنصر من منتسبي الشرطة وبنسبة 100% خلال هذه المرحلة؛ للعمل على محاصرة الفيروس في أماكن تواجده.
ولفت إلى أن أكثر ما تعول عليه الداخلية في هذه المرحلة هو العنصر البشري من أبناء الأجهزة الأمنية، كما تُعوّل على وعي المواطنين.
وأردف: "نُقيّم العمل الذي نقوم به، ونستخلص الملاحظات ميدانياً، ونُوجه باتجاه إجراءات جديدة باستمرار حتى تحقق نتائج أكثر إيجابية".
ونوه إلى أن الأجهزة الأمنية والشرطية أجرت خلال الفترة السابقة عدة مناورات داخلية لاختبار جهوزية الأجهزة الشرطية والأمنية للتعامل مع الظروف الحالية.
تعاون كبير
وحول تعاون المواطنين والتزامهم؛ قال اللواء صلاح: "لمسنا تعاوناً كبيراً من المواطنين مع الإجراءات المفروضة في غالبية المناطق داخل المحافظات، ووجّهنا الإدارات المعنية للعمل على رفع التوعية بأهمية بقاء المواطنين في بيوتهم لمنع تفشي الوباء".
ووجه مدير عام الشرطة خطابه لأبناء قطاع غزة، بضرورة الالتزام بالإجراءات الحكومية، وبالأخص قرار حظر التجوال، وأن يلزموا بيوتهم خلال هذه الفترة"؛ موجهًا رسالة شكر كبيرة للمواطنين الملتزمين بالأخذ بالتدابير والإجراءات الوقائية.
وجدد تأكيده على أن الإجراءات المفروضة هي مصلحة عامة للمواطن، وهي بحاجة لدرجة عالية من العمل الجماعي لمواجهة الوباء وحصره.
وأضاف: "نُقدر تفهّم أبناء شعبنا للإجراءات الحالية، وندعوهم لمزيد من الالتزام والانضباط، والتعاون مع الجهات المختصة حتى نتمكن من محاصرة الوباء".
وشدّدَ على أن أي استهتار في مواجهة الوباء، أو مخالفة للإجراءات الحكومية سيُجابه بإجراءات من الشرطة لإلزام الجميع بالأخذ بالتوجيهات والتدابير الوقائية.
وفي حديثه حول إمكانية إصابة أفراد من الشرطة بالفيروس؛ أشار اللواء إلى أن ذلك الأمر متوقع، وقيادة الشرطة توصي القوات العاملة باتخاذ كامل احتياطات الوقاية والسلامة.
وفيما يتعلق بالأسواق والسلع والأسعار؛ أكد مدير عام الشرطة على أن مباحث التموين تُتابع الأسواق والأسعار، مبينًا أنه تم تسجيل حالات قليلة لتجار قاموا برفع الأسعار، حيث تم تحويلهم للنيابة العامة لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.
ودعا اللواء صلاح المواطنين إلى الإبلاغ عن أية حالات تجاوز أو تلاعب بالأسعار من قبل التجار، ونحن نقوم بدورنا في متابعة هذه الحالات واتخاذ المقتضى القانوني فيها.
محاربة الشائعات
وفي معرض حديثه حول قضية الإشاعات؛ كشف اللواء صلاح أن هناك جهات تُحاول بث الشائعات والأخبار الكاذبة خلال هذه الفترة، لافتًا إلى أنه تم توجيه دائرة الجرائم الإلكترونية في المباحث العامة لمتابعتها.
وأكد على أن الداخلية لن تسمح لأي أحد باستغلال الظروف الحالية في بث الشائعات، والتأثير سلباً على تماسك الجبهة الداخلية.
وختتم حديثه قائلاً: "لسنا سعداء بالإجراءات المفروضة حالياً، ونحن أكثر من يعاني منها عبر استنزاف الطاقات والمقدرات لدينا، ولكننا ملزمون بها من أجل الحد من تفشي الفيروس في هذه المرحلة بالذات".
