غزة / الداخلية:
يشهد موسم الصيف في غزة اكتظاظاً في أعداد
المصطافين على شاطئ البحر والخط الساحلي باعتباره المتنفس الوحيد لمليوني فلسطيني
يقطنون القطاع.
وتعمل الشرطة البحرية في وزارة الداخلية
خلال هذا الفصل وفق خطة خاصة شاملة أعدتها لمتابعة الساحل والمرافق والمنشآت
البحرية والتعامل مع كل القضايا التي تتعلق بفصل الصيف، وفق نائب مديرها العام العميد
محمد النخالة.
تكثيف العمل
وقال العميد النخالة في حديث لـ"موقع
الداخلية" : "يتم خلال فصل الصيف استنفار كامل لقوات جهاز الشرطة
البحرية حتى يتم تغطية العمل في أيام الإجازات واكتظاظ الساحل بالمصطافين".
وأشار إلى أنه تم تكليف الإدارات
المتخصصة في الشرطة البحرية لتكثيف العمل خلال الصيف، مضيفاً "وضعنا خطة
مسبقة للسيطرة على حسكات المجداف وترخيصها ومتابعتها بشكل كبير نظراً لأنها تستطيع
أن تدخل للبحر من أي مكان من شاطئ البحر".
وتابع "تُسير دوريات مستمرة في حوض
ميناء غزة وعلى طول الساحل لمنع أي تجاوز ولضمان سلامة المواطن وعدم التعدي على
النظام العام".
ولفت النخالة إلى أن فصل الصيف يشهد
ازدهاراً في موسم الصيد مما يزيد العبء على الشرطة البحرية في مسألة تنظيم عمل
الصيادين ومتابعة الخط الساحلي بشكل عام.
ونوه إلى أن الشرطة البحرية تُشدد خلال
الصيف متابعتها للحدود البحرية منعاً لعمليات التهريب، إلى جانب تسييرها دوريات
على طول الساحل لمساعدة فرق الإنقاذ لمتابعة أي حالات غرق تحدث.
وأكد العميد النخالة أن الشرطة البحرية تُساند
فرق الإنقاذ سواء التابعة للبلديات أو الدفاع المدني للحفاظ على أرواح المواطنين
وإنقاذهم، مضيفاً "تم تشكيل لجنة مشتركة مع الأجهزة الأمنية المختصة لمتابعة
الاستراحات والمنتجعات ومنع العشوائيات والتجاوزات، تضم المباحث العامة ومكافحة
المخدرات وشرطة البلديات".
تخفيف الازدحام
ولفت إلى أن الشرطة البحرية على تواصل مستمر
خلال فصل الصيف مع شرطة المرور لتسهيل حركة السير وتخفيف الازدحام المروري على
شارع الرشيد، مستدركاً "لدينا ثقل شديد في ميناء غزة خاصة في فصل الصيف، مما
يُشكل عبئاً كبيراً على طواقمنا".
وثمَّن نائب مدير الشرطة البحرية تعاون
الأجهزة الأمنية في إنفاذ خطة الصيف، مشيداً في ذات السياق بالدور التنسيقي
للعمليات المركزية بوزارة الداخلية.
وفي رسالته للمواطنين، قال العميد
النخالة "نتمنى للمواطنين قضاء أوقات طيبة على شاطئ البحر، لكن مطلوب منهم
الالتزام بتعليمات فرق الإنقاذ والسباحة في الأماكن المحددة ومراقبة
أبنائهم"، داعياً المواطنين إلى مراعاة حرية الآخرين.
وأشار إلى أن كوادر الشرطة البحرية على
قدر عال من المسئولية وهم على رأس عملهم رغم كل الظروف الصعبة التي يمرون بها،
مضيفاً "نحن وُجدنا لخدمة أبناء شعبنا وأي جهد سنبذله خلال فترة الصيف هو في
صميم عملنا وخدمة لشعبنا".
خفر السواحل
بدوره، أكد العقيد عمر عوض مدير إدارة
خفر السواحل في الشرطة البحرية أن إدارتهم تعمل ضمن الخطة السنوية لفصل الصيف المعتمدة
لدى وحدة التخطيط الاستراتيجي بوزارة الداخلية.
وقال العقيد عوض: "نُولي في خفر السواحل
أهمية كبيرة لهذا الموسم من خلال تجهيز الكادر البشري وتكثيف الدوريات البحرية لكي
يتعامل مع كافة الاحتمالات".
وأكد العقيد عوض أن إدارتهم تُعلن حالة الطوارئ
في صفوف طواقمها خلال الصيف وخاصة في أيام الإجازات الأسبوعية وذروة الموسم.
ونوه إلى أن قوات خفر السواحل تنتشر
طيلة فصل الصيف على طول الخط الساحلي، وتعمل على متابعة البحر من خلال تكثيف الدوريات،
بالإضافة لمتابعة وفحص المعدات البحرية لدي الصيادين ومدي صلاحيتها للاستعمال.
وأضاف : "تقوم إدارة خفر السواحل بمتابعة
العمل على مدار الساعة داخل البحر منها ونشر دوريات إنقاذ ودوريات استكشافية
ودوريات عائمة، بالإضافة لمتابعة هواة الصيد وهواة الغطس والتأكد من الوسائل
المتوفرة لديهم.
وأشار إلى متابعتهم لإجراءات السلامة لدى
مراكب الصيد وحسكات السياحة على مدار الساعة من حيث التزامهم بالتأمين واتخاذهم إجراءات
السلامة وتوفيرهم للستر الواقية، مضيفاً "نتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق
المخالفين لإجراءات السلامة البحرية خلال فصل الصيف".
العمليات المركزية
من جانبه، استعرض المقدم سهيل أبو سمرة
مدير العمليات المركزية في الشرطة البحرية أبرز المهام الموكلة إليهم ضمن خطة
الصيف، من بينها وضع خطة خاصة لتسيير دوريات راجلة على طول الخط الساحلي، وتنظيم
عمل مراكب السياحة من خلال التأكد من وسائل الأمن والسلامة بالتنسيق مع الدفاع
المدني، بالإضافة لتأمين الموانئ البحرية.
ولفت مدير العمليات في الشرطة البحرية
إلى وجود تنسيق وتعاون مشترك مع عدة جهات من بينها وزارات النقل والمواصلات والحكم
المحلي والزراعة، بالإضافة للتنسيق والتعاون المتبادل مع الأجهزة الأمنية في وزارة
الداخلية كالشرطة والدفاع المدني.
وأوضح أن العمليات المركزية في الشرطة
البحرية تقوم في بداية فصل الصيف بتعميم قوانين ولوائح على الصيادين وأصحاب
المراكب السياحية، بالإضافة لإخضاع الصيادين لدورات تدريبية في مركز الملاحة
البحرية، مشيراً في ذات السياق إلى أن إنشاء منظومة كاميرات مراقبة داخل ميناء غزة
تقوم الشرطة البحرية بمتابعتها على مدار الساعة من داخل غرفة العمليات، وذلك لضمان
سير الحياة والعمل داخل الميناء بسهولة ويُسر.
يشار أن الخط الساحلي في قطاع غزة يمتد
على طول 49 كيلو متر من بيت لاهياً شمالاً وحتى حدود رفح مع جمهورية مصر العربية جنوباً،
لكن هذه المسافة الكبيرة لا تتناسب مع عدد كوادر الشرطة البحرية ولا مع حجم المهام
الملقاة على عاتقهم، مما يُضاعف حجم الجهود لديهم لتغطية جميع جوانب العمل وتأدية
المهام بالشكل المطلوب.