خلال "مسيرات العودة"

شاهد بالفيديو: الخدمات الطبية.. مسعفون على خط النار

6 مايو/أيار 2018 الساعة . 10:52 ص   بتوقيت القدس

غزة / الداخلية:

رغم خطورة مهنتهم إلا أنهم يُواصلون عملهم بكل ثبات وإقدام، ويتقدمون الصفوف الأولى على خطوط التماس بين أبناء شعبهم وجنود الاحتلال على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة ضمن "مسيرات العودة الكبرى"، إنهم رجال وحدة الإسعاف والطوارئ في مديرية الخدمات الطبية.

شاهد فيلم "آخر ساعة" يظهر عمل أطقم الخدمات الطبية الميدانية خلال مسيرات العودة.


فعلى مدار أكثر من 35 يوماً على التوالي منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من آذار/مارس الماضي يُواصل ضباط الخدمات الطبية عملهم في تقديم واجبهم الوطني عبر إسعاف الجرحى والمصابين رغم التحديات والمخاطر التي تعصف بهم في الميدان واستهداف الاحتلال المتعمد والمباشر لطواقمهم.

وتعاملت طواقم الخدمات الطبية مع 3 آلاف و228 حالة من مجمل الإصابات خلال مسيرات العودة على حدود غزة في أيام الجُمع الستة، في الفترة ما بين 30 مارس وحتى 4 مايو.

وشملت الحالات إخلاء 557 إصابة بالرصاص الحي، والتعامل مع 3 آلاف و134 حالة استنشاق الغاز المسيل للدموع، إلى جانب 87 إصابة مباشرة بقنابل الغاز.

طاقم كامل

"لن نتخلى عن أبناء شعبنا وسنتقدم الصفوف الأولى لتقديم الخدمة الإنسانية لهم"، بهذه الكلمات استهل الرائد ضياء أبو حسين مدير وحدة الإسعاف والطوارئ في الخدمات الطبية حديثه لـ"موقع الداخلية" سارداً تفاصيل عملهم في خطوط المواجهات خلال مسيرات العودة.

ويُوضح أبو حسين أن طواقم الإسعاف تنتشر في جميع نقاط المواجهات على الحدود الشرقية للقطاع ولها طاقم طبي كامل في الميدان"، مشيراً إلى أن طواقم الإسعاف تعمل منذ اللحظة الأولى وفق أمر العمليات الصادر عن وزارة الداخلية خلال مسيرات العودة، كما تعمل بالتنسيق مع اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة.

ولفت إلى وضعهم نقاط طبية متحركة شملت ضباط إسعاف وسيارات إسعاف لنقل الشهداء والجرحى من المواجهات، منوهاً في ذات السياق إلى تقديمهم إرشادات طبية في الميدان للمواطنين المشاركين في مسيرات العودة حول كيفية التعامل مع الغاز الذي يُلقيه الاحتلال.

وأضاف : "تتواجد طواقمنا مع المواطنين لتقديم الخدمة الطبية، حيث يعمل المسعفون بكل ثبات في الميدان رغم الإصابة والاستهداف"، مشيراً إلى أن الاحتلال استهدف طواقم الإسعاف بشكل متعمد رغم ارتداءهم السترات التي تُشير إلى طبيعة عملهم.

ونبَّه مدير وحدة الإسعاف والطوارئ في الخدمات الطبية إلى أن الاحتلال، ومنذ بدء الأحداث – يتعمد استهداف سيارات الإسعاف بقنابل الغاز بشكل مباشر مما أسفر عن إصابة عدد كبير من ضباط الإسعاف بالاختناق، كما يُطلق قناصته الرصاص على الطواقم الطبية بشكل مباشر، في محاولة لإرعابهم وثنيهم عن مواصلة القيام بواجبهم في إنقاذ أبناء شعبهم.

فرق ميدانية

في كثير من الأحيان يضطر ضابط الإسعاف فارس عفانة للدخول لمناطق خطرة في مواقع متقدمة لإخلاء الإصابات في صفوف الشبان الفلسطينيين، كما أنه يقتحم أي ميدان بثبات الجندي المقدام فهو ابن هذا الوطن.

ويروي الضابط عفانة ما حصل معهم خلال عملهم في مسيرات العودة أن طواقم الإسعاف والطوارئ تواجدت في الأماكن الأمامية للمواجهات بين المشاركين في مسيرة العودة وجنود الاحتلال لنقل الإصابات للمراكز والمستشفيات والتعامل معها ميدانياً.

وقال عفانة في حديث لـ"موقع الداخلية" : "إن الطواقم الطبية اعتمدت بشكل كبير خلال مسيرات العودة على الفرق الطبية الميدانية نظراً لنقص سيارات الإسعاف وبُعد المسافة مع المستشفى الميداني وتجمع الإصابات في وقت واحد"، حيث يتم التعامل مع معظم حالات الاختناق جراء استنشاق الغاز، إلى جانب الإصابات الطفيفة.

وأفاد بأن ثلاثة فرق طبية ميدانية تعمل في ميدان المواجهات شمال غزة مُزودة بسيارتي إسعاف وحقائب طبية مجهزة بالكامل للعمل في الميدان، فضلاً عن باقي الفرق الطبية في سائر المناطق شرقي القطاع.

دور بطولي

بدوره، أشاد العقيد حقوقي باسل عبد الجواد مدير إدارة العمليات والإسعافات والطوارئ بالدور البطولي الذي سطره رجال الإسعاف في خدمة أبناء شعبنا، لافتاً إلى إصابة ضابطي إسعاف من الخدمات الطبية بعد إطلاق جنود الاحتلال النار المباشر تجاههم.

وناشد عبد الجواد منظمات حقوق الإنسان إلى التحرك الفاعل على كل المستويات من أجل فضح عنجهية الاحتلال في استهداف الطواقم الطبية والعمل على وقفها.

جدير بالذكر أن الخدمات الطبية أعلنت منذ اللحظة الأولى لانطلاق مسيرات العودة حالة الاستنفار في صفوف طواقمها ومراكزها ومستشفياتها لعلاج المصابين وذلك بتنسيق كامل مع وزارة الصحة وباقي الأطقم الطبية المختصة، كما رفعت جهوزية طواقم الإسعاف لديها إلى أعلى مستوى للتعامل في أصعب الظروف ومواجهة كل الاحتمالات الصعبة رغم قلة الإمكانيات.

واستقبلت المستشفيات والمراكز الطبية التابعة للخدمات الطبية طيلة أيام مسيرات العودة مئات المصابين وقدَّمت الخدمات العلاجية اللازمة لهم، كما خصصت فرقاً داخل النقاط الطبية والمستشفيات الميدانية المقامة في المناطق الشرقية.

وتعاملت طواقم الإسعاف والطوارئ مع إصابات بطلق ناري ومطاطي خلال الأحداث وتم نقلها لمستشفيات القطاع، كما تعاملت ميدانياً مع حالات أصيبت نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع وتقديم الخدمة الطبية للازمة لها في الميدان وتحويل بعضها الي المستشفيات.