شمال غزة/ الداخلية/ محمد نصار:
يحتاج مدمنو المخدرات للرعاية الصحية والنفسية والاهتمام وتظافر الجهود من جميع مكونات المجتمع لإعادة دمجهم واحتوائهم من جديـد.
ويُعتبر من واجب إدارة مكافحة المخدرات بمحافظة الشمال ملاحقة مروجي ومتعاطي المخدرات, واستكمالاً لدورها في محاربة آفة المخدرات, دأبت المكافحة على علاج مدمني المخدرات وإعادة تأهيلهم مُجتمعياً من خلال مركز صحي لعلاجهم, يقع داخل مبنى مقر مكافحة المخدرات بمعسكر جباليا.
المركز الوحيد في القطاع
بهذا الصدد, أكد مدير شرطة مكافحة المخدرات بالشمال الرائد محمد نصر _ لموقع الداخلية _ أن المركز العلاجي لمدمني المخدرات لهم يعتبر المركز الوحيد على مستوى القطاع لعلاج حالات الإدمان، ويشرف عليه عددٌ من المتخصصين في هذا المجال ولهم الخبرة الواسعة في معالجة المدمنين.
وأشار نصر إلى أن المركز استطاع معالجة 140 حالة منذ افتتاحه في منتصف عام 2015, حيث تم علاجهم من الإدمان بشكلٍ علمي على يد ضباط من شرطة المكافحة وأخصائيين مختصين في هذا المجال.
وأكد مدير مصحة العلاج لمدمني المخدرات التابع للمكافحة بالشمال الرائد غسان عوض أن المركز يُعالج جميع المرضى المدمنين على المخدرات بطريقةٍ سرية تامة, مضيفاً أن المركز ليس جهة عقابية, بل يقدم كافة الخدمات العلاجية والفطامية للحد من متعاطي المخدرات.
وأوضح أن المركز على تواصل دائم مع أهالي المدمنين, لافتاً إلى أن مرحلة علاج المدمن هي مرحلة تكاملية تبدأ من البيت باعتباره البيئة الحاضنة لعلاج المدمن, حيث تم استقطاب العديد من أبناء شعبنا الذين وقعوا في فخ الإدمان وفطامهم.
متابعة الحالات
وعن خطوات استقبال وعلاج المدمنين بيَّن عوض أنه يتم استقبال الحالات بناءً على رغبة المدمن للعلاج, حيث يتم استقبال المريض بعد موافقة أهله, ويقوم المركز بتصنيف المريض هل هو مدمن أم حالة نفسية بسبب التعاطي المتكرر للمخدرات.
بعد ذلك يتم تقديم الخدمات العلاجية والصحية للمريض, ومتابعة حالته الصحية من تحاليل الدم ووظائف الكبد والكلى وفحص وظائف السكر.
وقال عوض إن "فترة العلاج تستمر من شهر إلى 50 يوماً, يتخللها برنامج وأنشطة رياضية واجتماعية وثقافية وإرشادية وصحية وتوعوية ودينية".
وأضاف: "نقدم العلاج والدعم النفسي والاجتماعي والصحي من خلال مرشدين نفسيين وتربويين, بالإضافة إلى عقد دورات وندوات ومحاضرات عن مخاطر آفة المخدرات وتأثيرها السلبي على الصحة".
ويهدف المركز _ وفق عوض _ إلى رفع مستوى الوعي لدى الفئات الأكثر عرضة للإدمان وتوعيتهم بالأمراض المنقولة عن طريق الدم والجنس، والمساهمة بتوعية المجتمع بكافة فئاته عبر وسائل الإعلام المختلفة, داعيًا المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني إلى تكثيف الجهود لمساعدة وعلاج المدمنين.
معاملة حسنة
ولفت عوض إلى أن مهمة شرطة المكافحة لا تقتصر على إلقاء القبض على المدمنين والمتعاطين فحسب، وإنما معالجتهم وفطامهم من هذه الآفة الخطيرة، حاثاً أهالي المُدمنين على ضرورة التوجه إلى شرطة المكافحة في الشمال لعلاج أبنائهم.
من جانبه, أكد المريض (م-س) والذي يتواجد حالياً في المصحة, أنه يُلاقي معاملة حسنة من قِبل عناصر المكافحة، مُضيفاً: "لقد دمرتُ حياتي بيدي بسبب تعاطي المخدرات, ولكن بفضل الله ومركز علاج الإدمان والعاملين فيه أشعر بتحسن كبير وسعادة وراحة نفسية كبيرة".
وأوضح أن السبب الرئيسي في إدمانه رفاق السوء والفراغ الذي يعيشه، حيث كانوا يقدمون له حبوب الأترامال مجاناً في بادئ الأمر وبعدها طالبوه بشرائها منهم.
وفي نموذجٍ آخر يتلقى العلاج حالياً، قال المريض (ر-ي) إن "شرطة المكافحة يعطونهم حريتهم في الحركة بالمركز، ويحضرون لهم ما يحتاجونه من خارج المركز", داعياً جميع من وقعوا في هذا الفخ أن يعطوا أنفسهم فرصةً للتخلص من هذا المرض الخبيث.