صور: نزيلات يُحولن عتمة السجن إلى "إشراقة أمل"

12 مارس/آذار 2016 الساعة . 02:45 م   بتوقيت القدس

غزة / الداخلية

 

تستثمر النزيلة "ر.ع" 23 عاماً فترة محكوميتها داخل مركز تأهيل وإصلاح النساء بمقر أنصار غرب غزة في إنتاج مشغولات يدوية متنوعة ليُحولن عتمة السجن بأناملهنَّ إلى لوحة فنية جميلة.

 

داخل معرض فني حمل اسم "إشراقة أمل" تقف النزيلة الشابة مساواة بنظيراتها ليعرضنَّ منتوجات عملن خلال السنوات الماضية في صناعتها داخل مراكز الإصلاح والتأهيل التابعة لوزارة الداخلية.

 

فرصة جديدة

 

وتأمل النزيلة (ر.ع) في وقوف المجتمع بمختلف مؤسساتها وأطيافه مع النزيلة لمساعدتها وإعطائها فرصة جديدة في استكمال حياتها، مشيرةً إلى أنها تعمل في مجال المنتوجات والأشغال اليدوية.

 

بينما تمنت النزيلة سهام _ اسم مستعار _ أن تجد من يتبنى أعمال ومنتوجات النزيلات "فهذا فن يجب أن يحتضنه المجتمع حتى لا نعود للظروف القاسية التي فُرضت علينا".

 

الرائد أمل نوفل مدير مركز إصلاح وتأهيل النزيلات أكدت سعيهم من خلال معرض "إشراقة أمل" إلى تعزيز مفهوم إعادة إصلاح وتأهيل النزيلة ونعمل على إعادة تأهيلهن دينياً واجتماعياً وثقافياً ومهنياً"

 

وقالت نوفل "الكل ينظر للنزيلة أنها مجرمة لكنها إنسانة من هذا المجتمع يُوجد بداخلها خير كثير ممكن أن نعيد تأهيلها ليصب ذلك في استقرار المجتمع".

 

وبيَّنت أن "هذا المعرض هو فرصة للنزيلات ليعملن بعد خروجهن من مراكز الإصلاح والتأهيل على سد احتياجاتهن الأساسية".

 

أما المحامية صبحية جمعة من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان فأعربت عن دهشتها من كمية العمل والمهارة والاحتراف في المنتجات والمشغولات اليدوية التي صنعتها النزيلات، موضحةً أن عمل النزيلات داخل مراكز الإصلاح والتأهيل أمر كفله القانون لهنَّ.

 

وقالت جمعة لـ"موقع الداخلية" : "أتمنى أن يجد هذا المعرض الفني صدى ويكون له مردود نفسي ومعنوي على النزيلات بحيث يُشجعهن على تخطي الفترة السابقة".

 

مبادرة جيدة

 

وشاركتها الرأي الناشطة الحقوقية د. زينب الغنيمي من مركز أبحاث ودراسات المرأة بوصفها افتتاح وزارة الداخلية لمعرض خاص يُسلط الضوء على منتوجات النزيلات بالمبادرة الجيدة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بالنزيلات.

 

وأشارت الغنيمي إلى أن هذه الطريقة تعمل على دمج النزيلات في المجتمع بحيث يصبحن فاعلات ويكسرن الحاجز النفسي في التعامل مع الناس، موضحةً أن مثل هذه البرامج تعمل على تغيير الصورة النمطية لدى المواطن عن مرتكبي الجرائم.

 

النائب العام المستشار د. إسماعيل جبر رأى من جانبه أن للنزلاء والنزيلات دور فاعل في إحياء المجتمع من خلال البرامج التي تستهدفهم بها مراكز الإصلاح والتأهيل، منوهاً إلى أهمية الدور والعطاء النفسي الذي يعود على النزيلات من خلال هذه البرامج الفنية الإبداعية.

 

أما محمد كايا رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية "IHH" في غزة فقد أعرب عن سعادته بمثل هذه البرامج التي تستهدف النزلاء والنزيلات في مراكز الإصلاح والتأهيل في القطاع، مشيراً إلى مثل هذه المعارض تعود بالنفع المعنوي والمادي على النزلاء والنزيلات.

 

ويحتوي معرض "إشراقة أمل" الذي يتواصل طيلة ثلاثة أيام على زاوية المطرزات والتي تضم أثواباً نسائية وشالات وحقائب مطرزة إلى جانب براويز وأشكال فنية وساعات وخرائط وغيرها من المشغولات اليدوية، كما يضم زاوية خاصة للملابس الصوفية وزاوية أخرى للمأكولات والحلويات.

 

يشار أن المديرية العامة لمراكز الإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية تستهدف النزلاء والنزيلات في مراكزها المنتشرة في محافظات قطاع غزة بعدة برامج تربوية واجتماعية وثقافية بهدف تأهيلهم والمساهمة في دمجهم في المجتمع بعد إنهاء فترة محكومياتهم.