غزة/ الداخلية/ محمد الزرد:
أكد مدير عام الشرطة الفلسطينية اللواء تيسير البطش أن الحالة الأمنية في قطـاع غزة مُستقرة وتتعزز يوماً بعد يوم، لاسيَّما في ظل المتابعة الأمنية الحثيثة من قِبل المؤسسة الشرطية وأجهزة وزارة الداخلية.
وقال البطش خلال حوارٍ إذاعي على إذاعة الرأي الحكومية في برنامج "قضايا الداخلية" إن "حوادث وجرائم القتل لا تؤشر إلى وجود عصابات إجرامية أو مفهوم -الجريمة المنظمة".
وأضاف: "معظم هذه الجرائم هي نتيجة عوامل داخلية بين الجاني والمجني عليه, وبعضها لم يكن القتل هو غاية الجاني فيها".
ضغوط نفسية
وأوضح اللواء البطش أن نسبة وعدد جرائم القتل في قطاع غزة غير ثابتة وليست متصاعدة, منوهاً إلى أنها ظواهر طبيعية تحدث في أي بلدٍ آخر.
وأشار إلى أن "حالة الحصار المفروض على قطاع غزة والوضع الاقتصادي في ظل إغلاق الحدود" جميعها دوافع ولَّدت لدى بعض المواطنين ضغوط نفسية أدت بهم إلى ارتكاب الجرائم.
وبالتطرق إلى قضايا الانتحار عرَّج البطش قائلاً: "لاحظنا في الآونة الأخيرة وقوع بعض حالات الانتحار بسبب عدة عوامل أهمها ضعف الوازع الديني وسوء الوضع الاقتصادي والحصار والضغوط والمشاكل النفسية".
واستدرك: "هذه الحالات قليلة ولا تَرقى أن تكون ظاهرة, فالبعض يريد أن يؤذي نفسه في سبيل إيصال رسالة لغيره أو لأهله, وهي في الأغلب نتاج مشاكل اجتماعية وعائلية وبعضها مشاكل نفسية".
إرساء الأمن
وبيَّن البطش أن أبواب مراكز شرطة المحافظات مفتوحة أمام كل من لديه مشكلة أو شكوى, فهي تقدم خدماتها لكافة المواطنين كونها المحطة التي تربط الناس بالمؤسسة الشرطية.
وأشار إلى أن هذه المراكز تستقبل شكاوى المواطنين وتعالجها, وتساهم في إرساء الأمن وإنهاء الإشكاليات, وتقدم خدماتها عبر أقسامها المختلفة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمواطنين والجهات القضائية.
جهة إنفاذ القانون
وقال اللواء البطش في خضم حديثه: "نحن جهة إنفاذ للقانون, ولكننا نراعي ونوازي بين النص القانوني والوضع العام داخل قطاع غزة, فأحياناً نتعامل بروح القانون, ولكن هناك بعض الأمور يكون فيها ضرورة لإنفاذ نص القانون".
ولفت مدير عام الشرطة إلى أن "الشرطة وكوادرها اليوم ليست كالأمس, فكل يوم يشهد تقدماً عن السابق" معبراً عن اعتزازه بأن لديهم جهاز شرطي مهني وقانوني.
وقال البطش: "لدينا خطة طوارئ بكل المستويات, تتناسب مع كافة الأوضاع الأمنية وجهوزية كاملة للتعامل معها, والحفاظ على الجبهة الداخلية وجعلها قوية آمنة".
تجاوز مرحلة الخشونة
وفي إطار استخدام القوة ضد المواطنين, أكد البطش على أنهم تجاوزوا مرحلة الخشونة في التعامل مع المشاجرات والمشاكل التي تحدث بين المواطنين, وذلك من خلال ضوابط محددة واللجوء إلى كافة السبل السلمية والحوارية.
وذكر أن الشرطة تسارع بشكلٍ كبير للتدخل في حال نشوب أي خلاف بين المواطنين, والعمل على حله, منوهاً إلى أن لديهم منهجية وضوابط في استخدام القوة.
وأضاف: "نحن نلجأ إلى استخدام القوة بشكلٍ متدرج, خاصة في حالة المشاجرات, فأول من يتوجه إلى الحدث هي دورية شرطة المحافظة, وفي حال لم تسيطر على الأمر يتم تعزيزها بدورية أخرى من مركز آخر, ثم من شرطة النجدة ومن ثم دورية من التدخل وحفظ النظام".
تجفيف منابع المخدرات
وعلى صعيد إنجازات شرطة المكافحة أشار البطش إلى أن المكافحة نجحت في تجفيف المنابع وتقليل المواد المخدرة المعروضة, وذلك من خلال الضبطيات التي تنفذها شرطة المكافحة, مبيناً وجود شُح في تداول الحبوب المخدرة وخصوصاً "الأترمال".
وعلى صعيد العلاقات بين المؤسسة الشرطية والمؤسسات الحقوقية قال البطش: "لدينا علاقات قوية وقواسم مشتركة مع مؤسسات حقوق الإنسان, فنحن نطبق القانون, وهي معنية بالقانون".
وأضاف: "هذا ويتم التحقيق في كافة الشكاوى المقدمة من هذه المؤسسات, كما ويتم إطلاعهم على نتائجها", مشيراً إلى أن أبواب مقرات ومراكز ونظارات الشرطة مفتوحة أمامها.
ودعا مدير عام الشرطة الفلسطينية في ختام الحلقة ضباط وأفراد الشرطة إلى مواصلة العطاء والجهد في سبيل حفظ أمن المجتمع والمواطن.