غزة/ الداخلية/ وليد شكوكاني:
خرَّجت المُديرية العامة للتدريب, صباح الأحد, أكثر من 800 ضابط وضابط صف تحت اسم فوج "نحو القدس", وذلك في ساحة تدريب المُديرية بمجمع أنصار الحكومي غرب غزة.
وضم فوجُ الخريجين منتسبي الدفعة التاسعة والعشرين من دورة تأهيل الضباط, والدفعة الحادية عشر من دورة الضباط الجامعيين, ودورة قادة السرايا الثانية, ودورة إعداد المُدربين العاشرة, والدورة النسائية.
فقراتٌ مميزة
وحضر حفل التخريج كلاً من النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د.أحمد بحر ووكيل وزارة الداخلية أ.كامل ماضي, ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء توفيق أبو نعيم, ولفيف من مدراء وقادة الأجهزة الأمنية وممثلي القوى الوطنية والإسلامية, بالإضافة إلى جمعٍ غفير من أهالي الخريجين.
وتخلل الحفل عدة فقرات وعروض عسكرية شملت عرض مشاة وتشكيلات استعراضية وعروض السلاح الصامت، نفذها الطلاب الخريجون بدقةٍ متناهية وعزيمةٍ أبية لا تعرف الهزيمة أو الانكسار.
وشكَّل الطلابُ الخريجون في لوحةٍ فنيةٍ راقية بأجسادهم جملة "القدس لنا" يعلوها خنجر, دلالةً على انتفاضة القدس التي أقضت مضاجع بني صهيون في الضفة الغربية.
وفي فقرةٍ مميزة استعرضت خريجات "الدورة النسائية" بعض ما تعلمنه من مهارات تأمين وحماية الشخصيات، حيث تعرضت إحدى الشخصيات النسائية الهامة أثناء السير في أحد الاحتفالات للخطر من قِبل أشخاص خارجين عن القانون، وقامت فرقة الحماية بتأمين وحماية الشخصية من الخطر, ومن ثم نقل الشخصية لمكانٍ آمن.
مشعلاً مضيئاً
وفي كلمةٍ له, رحَّب مدير عام المديرية العامة للتدريب العميد محمود صلاح بالحضور, وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلها المُدربون والخريجون على حدٍّ سواء للوصول إلى هذا المستوى من الكفاءة والمهنية.
وقال: "في مثل هذه الأيام قبل سبع سنوات قدَّمت وزارة الداخلية مئات الشهداء من خيرة أَبنائها قادةً وضباطاً وضباط صفٍّ وجنود وعلى رأسهم الشهيد الوزير سعيد صيام".
وجدد العميد صلاح العهد والوفاء لأرواح أولئك الشهداء "أن نكمل المسير الذي خضَّبوه بدمائهم الزكية لتصبح مديرية التدريب مشعلاً مضيئاً للعلم والمعرفة الأمنية والعسكرية".
وأضاف: "نخرج اليوم هذه الثلة من الضباط _من بينهم خمسين عنصراً نسوياً_ بعد أن تسلحوا بالإيمان والعلم وأتمّوا بنجاح مراحل التأهيل العسكري والعلمي, وأصبحوا قادرين على مواجهة كافة التحديات".
وأكد صلاح أن "المديرية بجميع منشآتها التعليمية والتدريبية تعمل بكل جهد في تقديم برامج متميزة تتماشى مع حاجة الأجهزة الأمنية نحو التطوير والتحديث والتميز لتحقيق أمانيِّ شعبنا في إعداد رجال أمنٍ يستشعرون عظم المسئولية وحساسية المهمة الملقاة على عاتقهم منطلقين من أمرين لا مساومة عليهما (الدين والوطن)"
ووجه صلاح كلمته للخريجين والخريجات قائلاً: "إن عالم اليوم لا يعترف بالضعيف, ولا يقيم وزناً لمتقاعسٍ أو متخاذل, وما تعلمتموه في هذه المؤسسة كفيلٌ بأَن يستثير فيكم الطاقات الكامنة ويدفعكم للعمل والإنجاز والتميز لخدمة شعبكم ووطنكم".
العقيدة الأمنية
من جانبه, عبَّر د.بحر _خلال كلمته_ عن فخره واعتزازه بالخريجين "الذين تنبعث من بين صفوفهم آيات القرآن الكريم", إشارةً لقراءة أحدهم آيات من القرآن الكريم في بداية الحفل أثناء اصطفافهم في ميدان التدريب كالبنيان المرصوص.
واستذكر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي, الوزير الشهيد سعيد صيام "الذي كان له السبق في ترسيخ العقيدة الأمنية السلمية في نفوس منتسبي الداخلية"
ولفت إلى أن الشهيد صيام كان نواة التأسيس لأجهزةٍ أمنية تحفظ وطنها وشعبها, وتحمي ظهر المقاومة بعيداً عن التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وطالب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم وعلى رأسهم الشقيقة مصر أن يقفوا في صف شعبنا المظلوم لا أن يتآمروا عليه, كما ناشد السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح البري أمام الحالات الإنسانية في قطاع غزة.
ووجه بحر تحيةً عظيمة إلى المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك "أولئك الذين يستمدون قوتهم من قوة الله" , مشدداً في الوقت ذاته على أن انتفاضة القدس ستمضي حتى كنس الاحتلال عن كامل ترابنا المقدس رغم المؤامرات التي تُحاك لوأدها.
وأرسل النائب بحر في نهاية كلمته رسالةً للاحتلال الصهيوني الذي يجثم على أرضنا وينتهك حرماتنا مفادها "لا مكان لكم على هذه الأرض ورحيلكم بات قريباً بإذن الله".
وفي ختام الحفل تم تكريم أوائل الطلبة الخريجين والمميزين في الدورات, بالإضافة إلى المُدربين الذين أشرفوا على تلك الدورات, كما تم افتتاح مسجد "الأنصار" الذي تم تشييده في مقر المديرية العامة للتدريب غرب غزة.