رفح/ الداخلية/ أحمد أبو غالي:
تجدهن في كل الميادين يتقاسمن العمل مع الرجال، لم يدعن مجالاً للعمل إلا وخضنَّ غماره وتركن فيه بصمة، فكُنّ الرائدات في كافة الميادين.
وفي جهاز الشرطة تجدهن شقائق رجال يساندن عناصر الشرطة في جميع مهامهم، فكُن الحافظات لبنات جنسهن يقدمن لهن النصيحة ويشددن من عزمهن ويقفن إلى جانبهن في حال التعرض لمشاكل تحتاج لتدخل الشرطة النسائية.
ولتسليط الضوء على عمل الشرطة النسائية في محافظة رفح التقى – موقع الداخلية - بمدير الشرطة النسائية في محافظة رفح النقيب هنادي حسن، والتي أكدت أن الشرطة النسائية إدارة مستقلة بذاتها لكنها تعمل على شكل قوة مساندة للمحافظات والإدارات العامة في الشرطة.
وأكدت "حسن" أن للشرطة النسائية مهام خاصة بها لا تستطيع أي دائرة أخرى القيام بها وذلك حفاظاً على عادات وتقاليد المجتمع الغزي المحافظ.
وحول بدايات عمل الشرطة النسائية قالت "حسن": "واجهنا العديد من الصعوبات أبرزها الفكرة المترسخة لدى المجتمع بأن لا تعمل المرأة في الشرطة، إلا اننا نجحنا في تغيير هذه الفكرة وترسيخ الدور المهم الذي تقوم به الشرطة النسائية من خلال التعامل مع المجتمع الملتزم".
تعاون وثيق
وتتعاون الشرطة النسائية مع كافة الإدارات والمحافظات بالشرطة وأهمها المراكز من خلال المشاركة في عمليات التحقيق التي يكون أحد أطرافها المرأة، كما تتواجد في النظارات لمتابعة الموقوفات وتفتيشهن وممتلكاتهن.
كما تشارك الشرطة النسائية إدارة المباحث العامة في تفتيش المنازل والتحقيق مع النساء في القضايا الواردة طرفهم، وتتواجد مع شرطة مكافحة المخدرات في تفتيش أوكار المروجين والتجار والتي تتواجد بها النساء.
ولفتت مدير الشرطة النسائية برفح إلى مساعدة إدارة العلاقات العامة في الشرطة لحل الخلافات الزوجية وقضايا النساء.
واستطردت: "إلى جانب عملنا مع إدارات الشرطة، فإن هناك قضايا خاصة ترد إلينا ونقوم بحلها وإنجازها داخلياً, إضافة إلى أننا نستقبل كافة شكاوى المواطنات ونتعامل معها بشكل قانوني من خلال مفتش التحقيق والنيابة".
وأكدت النقيب حسن أن الشرطة النسائية تعمل في الميدان في كافة الأوقات ولا تتوانى في تقديم الخدمات والإرشادات والتوجيهات للمواطنات، للحفاظ عليها من المتربصين, مشيرة الى أن الهدف المنشود للشرطة النسائية هي المحافظة على المرأة الفلسطينية صاحبة القيم والأخلاق.
وتعمل الشرطة النسائية أيضاً على إنهاء الكثير من القضايا بشكل ودي قبل اللجوء الى المحاكم والنيابة، تخفيفاً من معاناة المواطنات ورفع الحرج عنهن من الوصول إلى المحاكم، وفي حال عدم التوصل للحل بشكل ودي يتم تحويل القضية للحل وفق القانون.
حملات توعوية
ويمتد عمل الشرطة النسائية إلى خطوات الارتقاء بالكادر البشري وصقل مهارات عناصرها من خلال الدورات التدريبية والمحاضرات التي تعقدها, حيث أشارت النقيب "حسن" إلى عقد العديد من الدورات، كان آخرها دورة عصا "التنفا" – المستخدمة في فض الشغب - وكيفية استخدمها من قبل العناصر بالإضافة إلى دورة أساليب الدفاع عن النفس.
وذكرت أن الشرطة النسائية تعاني الكثير من التحديات والصعوبات أهمها أزمة الرواتب والنفقات التشغيلية وشح الموارد إلا أنها تصنع الإنجازات وتبدع في تحقيقها حيث قامت أنجزت (362) قضية بشكل ودي دون تحويلها إلى النيابة العامة.
كما تم تنظيم حملة توعوية إرشادية خاصة في محافظة رفح وصلت إلى ما يقارب 30 ألف أسرة.
وتم خلال عمل الشرطة النسائية ضبط أشهر السرقات في قطاع غزة وإعادة المسروقات لأصحابها وتحويلها للجهات الاختصاص، فضلاً عن المساهمة في ضبط كميات من المواد المخدرة في المهمات المشتركة مع مكافحة المخدرات.
وأجرت الشرطة النسائية حملة متابعة وتفتيش لصالونات النساء برفح لمتابعة الأماكن التي ترتادها النساء ومعرفة أصحابها والقائمين عليها.
وأشارت النقيب حسن أن الشرطة النسائية رغم هذه المعوقات إلا أنها تؤدي دورها على أكمل وجه إيماناً منها برسالتها وسعياً منها لتوعية وحفظ الأجيال الشابة من الفتيات من خطر الانزلاق في وحل الإسقاط وحمايتهن من المتربصين.